لا زالت ارتدادات الأخبار المتواترة التي تناقلتها وسائل الإعلام حول استبعاد الملف السعودي من المنافسة على استضافة كأس آسيا 2019 يهتز منها الوسط الرياضي لاسيما إعلامياً وجماهيرياً؛ وذلك أمر طبيعي فالحدث ليس هيناً بحيث يمكن تجاوزه أو القفز عليه، فهو يمس سمعة بلد اسمها المملكة العربية السعودية. ما يؤسف له أنه في ظل حالة السخط التي تولدت لدى الشارع الرياضي أن الموقف لدى المعنيين بأمر الاستضافة بدا ما بين مرتبك وضبابي ومتناقض، وهو ما يظهر بالفعل هشاشة الموقف، والذي يترجم بشكل واضح خواء ملف الاستضافة نفسه، وإلا لكانت ردة الفعل أياً تكن موازية للحدث الصادم، وفي مستوى الجهود المبذولة. التناقض بدا واضحاً في موقفي المتحدث الرسمي باسم اتحاد الكرة عدنان المعيبد ومسؤول ملف الاستضافة والمكلف من اتحاد الكرة فيصل القحطاني؛ فالأول يصادق على حقيقة أخبار الإبعاد والثاني ينفيها، وكأنهما يعملان في مؤسستين مختلفتين، ويتعاطيان مع ملفين متناقضين، وهو تصرف يكشف عن ازدواجية في الموقف، وتضارب في العمل. الأمر لا يقف عند مسألة التناقض في الموقف بل يتجاوزها إلى الارتباك في التعاطي؛ ففي وقت يتحدث المعيبد عن خطوة سيقوم بها اتحاد الكرة باتجاه استئناف القرار وتقديم الضمانات جراء قرار الاستبعاد؛ نجد القحطاني يتحدث عن أن الاتحاد الآسيوي قد مدد مهلة التسليم لجميع الدول المترشحة حتى نهاية أغسطس الجاري؛ معتبرا الحديث عن استبعاد السعودية من سباق الترشح اجتهادات إعلامية لا أساس لها من الصحة. المؤسف أن مثل هذا التعاطي الفوضوي القائم على الاجتهادات الشخصية بحق ملف يمس سمعة الوطن على الصعيد الدولي يتم تداوله بهذه الطريقة العشوائية التي لا تتعلق باتحاد الكرة وحده، ولا حتى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بل تتجاوزهما لمؤسسات حكومية كالداخلية والخارجية والصحة والجمارك، والتي يشار إليها في مسألة تأخير تسليم الضمانات الحكومية المطلوبة. هذه الحالة ومثلها حالات كثيرة أخرى كشفت لنا عن ضعف المؤسسات الرياضية لدينا سواء (الأهلية) كالاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية، أو (الحكومية) كمؤسسة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهو الضعف الذي يفتضح أمره مع كل حدث تعيشه رياضتنا، والتي أبقتها في حال المراوحة بل التقهقر إن على صعيد النظام العام أو على صعيد المنجز. خطوة استضافة بطولة آسيا وقبلها خطوة ترشيح الدكتور حافظ المدلج وقبلهما خطوات كثيرة فاشلة تعيدنا في كل مرة للمربع الأول، وهو الحديث الذي لا زال صداه لا يغادر ساحتنا الرياضية عن حاجتنا الماسة لمعالجة واقعنا الرياضي المنهك بالأخطاء الفادحة، والموجوع بالإخفاقات المتتالية، والذي جعل مفردة "فشلتونا" لا تبرح ألسنتا عند كل حدث رياضي. مقالة للكاتب محمد الشيخ عن جريدة الرياض