في كرة القدم هناك لحظات فرح وترح ونصر وانتقام وتأمل وصعود وهبوط . لا شك بأن الأجمل هي لحظات الفرح والتتويج بل إن أكثر البرهات الزمنية التي لا تُنسى هي عندما يرفع اللاعب الكأس وبعكسها صافرة نهاية مباراة وخسارة بطولة ، ولا شك أن أقسى أنواع الحزن هي انتكاسات الفرق والمنتخبات. ما دعاني لهذه المقدمة هو ما حدث السبت الماضي بالأرجنتين عندما هبط فريق انديبيندينتي للدرجة الثانية بعد خسارته من سان لورونزو في نكسة تعتبر كبيرة لفريق يحمل الرقم القياسي للتتويج بكأس أبطال أمريكا الجنوبية (ليبيرتادوريس) 7 مرات وهي التي تعادل دوري الأبطال بأوروبا ليكرر ما فعله ريفر بليت والذي سبقه بالهبوط موسم2011 سأورد بعض النماذج والأمثلة لتحولات منتخبات وفرق انتكست بعد قوة ومجد وجبروت : منتخب المجر الذهبي بقيادة بوشكاش وكوشيتش وهيرنخ كان منتخباً لا يُقهر خصوصاً عندما فاز بالدورة الأوليمبية وأيضاً تأهله لنهائي كأس العالم بسويسرا1954 ضد ألمانيا ، حالياً ليس للكرة المجرية حضور. المنتخب السعودي كان بعبعاً في قارة آسيا حيث تأهل 5 مرات متتالية لنهائي القارة بدءً من 1984 والسادسة 2007 كسب 3 منها وأيضاً تأهل لكأس العالم 4 مرات متتالية حالياً الأخضر السعودي يقف عاجزاً عن الفوز على عمان والأردن !! فريق ريمس الفرنسي والذي كان يحوي النجمين ميشيل والبولندي الأصل (رايمون كوبا) كان يفوز بالدوري الفرنسي وأيضاً خسر نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد في أول نسخة1956 ثم انتقل الثاني لريال مدريد وتوج معهم عدة مرات بالأبطال، أين ريمس الآن ؟ نوتنغهام فوريست كان قد توج مرات عديدة بالدوري الإنجليزي والأهم مرتين بدوري أبطال أوروبا 1979 ثم 1980 الآن الفريق في غياهب النسيان. الأزرق الرائع والفريق الأيبيري ديبورتيفو لاكرونيا بطل الليغا 2000 وكأس 2002 أيام ترستان والنيبت وسونغو وروميرو ودجالمينها وفاليرون وقبلها كأس 1995 بجيل الرائع البرازيلي بيبيتو وفرانشيسكو فران وهرنانديز هبط قبل إسبوعين للدرجة الثانية في إسبانيا. لا شك بأن جميع تلك الإستشهادات مؤلمة ومحزنة لعشاقهم وجماهيرهم والذكريات الجميلة تبقى خالدة في المخيلة . هناك أسباب للنكسات السابقة أبرزها اعتزال النجوم وعدم تعويضهم كما حصل للمنتخب السعودي حيث افتقد لنوعية يوسف وماجد والنعيمة وسامي وفؤاد والهريفي ومسعد وغيرهم. أسباب مالية واقتصادية كما حصل لديبورتيفو الإسباني حيث أنه لم يعد قادراً على شراء نجوم سوبر ستار فنلاحظ أنه لا زال يحتفظ بمانويل بابلو ( العتيق ) وخوان كارلوس فاليرون ( الهرم ). أسباب أُخرى تتعلق بفقدان الأساطير والمواهب الفذة كما في حالة منتخب المجر وفريق ريمس الفرنسي فالمجر لم تنجب أسطورة كالراحل ( بوشكاش ) أو رايمون كوبا بالنسبة ل ( فريق ريمس ) في النهاية : هذا حال الكرة وهذه متعتها وتحولاتها وطقوسها ودهاليزها وأفراحها وأتراحها، ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) أيضاً ( لكل زمن دولته ورجاله ) للتواصل @KhalidAl_Talha