تمكن نادي الفتح من تحقيق إنجاز كبير بفوزه بلقب الدوري السعودي بعد تفوقه يوم الأحد الماضي على الأهلي بهدف دون مقابل، حيث بقي الفارق بينه وبين الهلال 7 نقاط وهو ما جعله يتأكد رسميا من التتويج قبل جولتين من النهاية. هذا اللقب يعتبر إنجازا تاريخيا بكل المقاييس للنادي الذي تأسس سنة 1958، حيث إن الفتح حقق الصعود لأول مرة في تاريخه إلى دوري المحترفين في موسم 2009/2010، وفي موسمه الرابع استطاع أن يتفوق على أندية لها تاريخ عريق في المسابقة وتتمتع بإمكانات أكبر منه بكثير، من خلال الفوز بلقب دوري زين، ليدخل التاريخ الكروي السعودي من أوسع الأبواب، وما زاد في قيمة هذا التتويج أنه تحقق مع مدرب عربي هو التونسي فتحي جبال، الذي تمكن بدوره من التفوق على أسماء كبيرة في عالم التدريب وأثبت مجددا أن الكفاءات العربية يمكنها أن تتألق وتتفوق رغم أنها لا تحظى عادة بما يحظى به الأجانب. «استاد الدوحة» حاورت المدرب المتوج هاتفيا وسألته عن سر النجاح في تحقيق لقب الدوري رغم أن هذا الأمر كان يمكن اعتباره ضربا من الخيال مع انطلاق الموسم في السعودية بالنظر إلى الفوارق بين الفتح وبين بقية الفرق المرشحة منطقيا للتتويج، وقد أبدى اعتزازه بما تحقق، مؤكدا أن السر هو العمل والانضباط وروح المجموعة.. ومن جهة أخرى، أكد فتحي جبال أنه غير مستعد حاليا لأن يناقش أي عرض للتدريب بما أن موسمه لم ينته بعد مع الفتح. المدرب التونسي تحدث أيضا عن دوري نجوم قطر، مشيدا بمستواه الفني، وهنّأ السد على التتويج باللقب قائلا إنه من الرائع أن يكون المدرب المتوج في قطر أيضا مدربا عربيا. هل يمكن أن تحدثنا عن سر نجاح الفريق في إحراز لقب الدوري السعودي رغم أن الفتح لم يكن من الفرق المرشحة لتحقيق مثل هذا الإنجاز؟ - ليس هناك أي سر، هناك عوامل موضوعية أسهمت في وصولنا إلى هذا الإنجاز، منها الاستقرار، فطيلة 6 سنوات لم يشهد الفريق إلا تغييرات طفيفة، مما أسهم في تكوين فريق متجانس، والشيء المهم أن عقلية ال«نحن» هي السائدة وليس عقلية الأنا.. الجهاز الفني يضم كفاءات عالية، منهم من تواجد معي منذ موسمي الأول، ومنهم من أتى لاحقا وقدم الإضافة المرجوة، نعمل كفريق متكامل، وكل يعرف جيدا ما عليه فعله.. اللاعبون قدموا أفضل ما لديهم من أجل الوصول إلى القمة وكانوا على درجة عالية من الانضباط وتألقوا بشكل لافت رغم أنهم لا يصنفون ضمن المستوى الأول على غرار لاعبي الأندية الكبيرة، والإدارة من جانبها وفرت كل شيء للفريق رغم قلة الإمكانات، وبالتالي كان من الطبيعي أن ننجح بالنظر إلى تواجد هذه الحلقة المتكاملة. ما الذي جعلكم تتفوقون على فرق لها تقاليد عريقة في المسابقة ولها إمكانات تفوقكم بكثير؟ - الحقيقة أننا تفوقنا على كل الفرق الكبيرة في الدوري خلال السنوات الماضية، لكن ليس بشكل مسترسل خلال موسم واحد، وهذا ما نجحنا فيه خلال الموسم الحالي، وما حدث في بداية الموسم أننا لم ننظر إلى المسابقة ككتلة واحدة، بل أخذنا كل مباراة على حدة واعتبرناها مباراة كأس، والروح المعنوية كانت ترتفع بعد كل فوز وتزداد ثقتنا في أنفسنا إلى أن حققنا المطلوب. من هنا بدأ الحلم متى آمنتم أنكم قادرون على الفوز بالدوري؟ - في أول الموسم كان هدفنا أن نضمن مركزا بين الثمانية الأوائل لندخل غمار كأس الملك، لكن الأمور سارت بشكل أفضل من المتوقع ووجدنا أنفسنا في الصدارة منذ الجولات الأولى، وحين أنهينا مرحلة الذهاب في المركز الأول بدأنا نفكر جديا في الحصول على مركز مؤهل لدوري أبطال آسيا، ولاحقا عندما فزنا على الهلال، وكان الفوز الثاني في الموسم بعد أن انتصرنا عليهم في الذهاب، أصبحنا نؤمن فعليا بقدرتنا على الفوز باللقب، ولعبنا بقية المباريات ونحن نحلم بتحقيق الإنجاز هل أصبحت الأمور أصعب بالنسبة للجهاز الفني في التعامل مع اللاعبين بعد أن أصبح هدفكم إحراز لقب الدوري؟ - فعلا، كانت الأمور صعبة نوعا ما في الفترة الأخيرة، وخصوصا على مستوى الإعداد النفسي، حيث إن اللاعبين صاروا حريصين على تحقيق النتائج بغض النظر عن الأداء، لكن الأمر الجيد الذي خدمنا كثيرا هو أننا كنا نفوز كلما تقدمنا في النتيجة. هل من وصف لشعورك كمدرب بعد تحقيق مثل هذا الإنجاز التاريخي. - هو إحساس رائع عندما ترى قيمة الفرق التي تركتها وراءك، وإحساس بالنخوة بحصول جهاز فني عربي على اللقب في مواجهة أجهزة فنية أجنبية تعتبر من المستوى الأول عالميا، وإحساس بالفخر لما أنجزته المجموعة ككل في نادي الفتح من لاعبين وإدارة وجهاز فني، وكل ذلك يثبت أن من يعمل بتفان يجنِ الثمار في آخر الأمر. مدرب «معمّر» وصلت مع الفتح إلى القمة، لكن ماذا عن مشوارك التدريبي قبله؟ - في البداية عملت في تونس مع الفئات السنية للنادي الإفريقي لمدة 5 مواسم، ثم دربت المنتخب الجهوي للشباب بجهة تونس والوطن القبلي، وبعد ذلك عملت لموسم واحد مع نادي الأهلي الماطري قبل أن أنتقل إلى السعودية في صيف 1999، ودربت في البداية نادي سدوس لمدة 4 مواسم، ثم نادي النجمة لموسم واحد، وبعده نجران لموسمين، وأخيرا الفتح منذ 6 مواسم وإلى حد الآن. من الواضح أنك من نوعية المدربين «المعمرين».. وهذا نادر على الساحة العربية؟ - نعم، من الصعب جدا أن يبقى مدرب عربي في فريق واحد لمدة 6 مواسم، وهناك رقم آخر يسعدني للغاية، وهو أنني على وشك الوصول إلى المباراة رقم 100 على مستوى الدوري السعودي، وستكون المباراة الأخيرة في الدوري أمام الاتفاق التي سنحتفل خلالها بالتتويج، وهذا الرقم قياسي وبفارق كبير عن بقية المدربين. لا لمناقشة العروض طيب، ماذا بعد هذا الإنجاز، الأكيد أن ما حققته سيجعل العروض تنهال عليك من كل حدب وصوب؟ - الحقيقة أنني لا أريد الخوض في هذا الموضوع في الوقت الحالي، أنا أتعامل مع مسؤولي الفتح بكل احترافية، علاقتي بهم رائعة منذ جئت للنادي قبل 6 مواسم وأريد أن يستمر ذلك، عقدي ينتهي في آخر هذا الموسم الذي مازال لم ينته وكل تركيزي على ما هو قادم، فعلى صعيد الدوري نريد الفوز بالمباراتين الأخيرتين لنحطم الرقم القياسي في عدد النقاط التي يحرزها أي فريق في الدوري وهو 64، وفي كأس الملك نطمح كأبطال للدوري أن نصل على الأقل للمباراة النهائية. لكن في الأثناء من المؤكد أنك ستتلقى عديد العروض، وعلى الأرجح فإنك تلقيت بعضا منها؟ - كما قلت لك، أنا مرتاح في الفتح ولست مستعدا لمناقشة أي عرض قبل أن ينتهي الموسم رسميا. بعيدا عن الدوري السعودي، ما هي الفكرة التي تحملها عن الدوري القطري؟ - أعتقد بصراحة أن دوري نجوم قطر هو ثاني أقوى دوري على مستوى الخليج بعد الدوري السعودي، هناك أندية قوية مثل السد ولخويا والمستوى الفني مميز بفضل تواجد عديد الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم. هل تابعت تتويج السد بلقب الدوري؟ - نعم، وأستغل هذه المناسبة لأتقدم لهم بالتهنئة على ما حققوه، خاصة أنهم تمكنوا من التتويج تحت إشراف مدرب عربي، وهذا شيء رائع. في الأخير نشكرك على هذا اللقاء ونتمنى لك المزيد من النجاحات.. - الشكر لكم أيضا.