ينتظر مشاهدي التلفزيون السعودي نقلة نوعية تشمل كل القنوات التي تبث المواد الإعلامية بصبغتها السعودية والأنباء التي تظهر بعد تحول جهازي التلفزيون والإذاعة السعوديين إلى نظام الهيئة الذي أقره مجلس الوزراء أخيراً التي عُيّن الأستاذ عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع رئيسًا لها. والهزاع قامة اعلامية خبيرة ومتمرسة ويملك فكر متقد سينهض بحول الله في الاذاعة والتلفزيون الى مصاف المنافسة وجذب المشاهدين. ولأن التلفزيون السعودي يملك منتج مهم وقنوات تستطيع جذب اكبر عدد من المشاهدين لها عبر المنافسات الرياضية التي تتمتع بشعبية جارفة وتملك القناة السعودية حقوق بث الدوري السعودي والمسابقات المحلية مما يجعلها الخيار الأول للمشاهد. وإذا ما اراد التلفزيون استعادة موقعه بين الشاشات الأكثر تفضيلاً فإن عليه التركيز الاهتمام بالقناة الرياضية كونها ستصبح واجهة مؤثرة يمكن من خلالها الترويج للقنوات السعودية الاخرى واستدراج المشاهد ليعود للشاشة العريقة. ونعتقد ان التطوير المنتظر قادم لا محالة بعد التغييرات التي طالت الجهاز الإعلامي ولا يمكن ان ننسى النقلة الكبيرة التي احدثها المشرف السابق على القنوات الرياضية الامير تركي بن سلطان رحمه الله والذي ترك بصمات لا يمكن تجاهلها في القنوات الرياضية. القناة الرياضية هي ترمومتر المشاهد ولكنها تحت مجهر النقد الساخن لذا فإن الخطاء ممنوع حتى يقتنع الجمهور بأن الابداع لا حدود له وأن الكوادر الوطنية والعقول المفكرة قادرة على التميز وإعادة التوهج. وسنركز في هذا التقرير على الخطوط العريضة للتطوير المرتقب والذي يتمحور حول ماهية التغيير المطلوب وماهي الاخطاء وسبل تداركها وكيفية جذب المشاهد وكسب ثقته وسيكون ذلك عبر القناة الرياضية ويتركز على ثلاثة جوانب وهي: المحتوى العام وما يبث من برامج ومباريات وطريقة تقديمها بشكل احترامي وهذا يعني انتقاء افضل الكوادر والتي تحظى بها القناة الرياضية مع مراعاة وجود الشخص المناسب في المكان المناسب وإعادة هيكلة البرامج وتقنين اوقات عرضها بما يتلاءم مع ظروف المشاهد والتركيز على شمولية الطرح والتوازن في المواد المنشورة والتوزيع المناسب لوقت البرامج ومصداقية ومهنية الاعداد والمقدم والمذيع والمخرج والضيف وحتى اراء الجمهور يجب ان تنتقى بعناية لا انحياز بحيث تعبر عن الرأي الموضوعي وليس المنفعل. كما يمكن الاستفادة من القنوات الست وتحويلها الى كيانات مستقلة مع امكانية دراسة جدولة الدوري مع لجنة المسابقات من اجل التنسيق ومراعاة اهمية وقوة وحساسية المواجهات والمسابقات. اما الجانب الثاني فيتمثل في التقنية والإخراج والإبداع في تصميم الاستوديوهات واللوجو والشارت ونوع الخط والألوان المختلفة بحيث لا تكون كافة البرامج مستنسخها من بعضها ولا تتكرر مشاهد التقارير وطريقة اخراجها مع الحفاظ على هوية مميزة للقناة بالإضافة الى استغلال الكوادر المبدعة في تهيئة الاضاءة والصوت لتقديم وجبة فخمة بإطار افخم للمشاهد ولا يمكن تجاهل وجود تقنية الاتش دي لكن الابداع لا يجب ان يتوقف على نظام البث بل يشمل محتواه وطريقة عرضه ومن الامور الفنية الاخرى النظر في بث القنوات الرياضية على كافة الاقمار المتاحة لضمان الوصول لكافة المشاهدين. اما الجانب الثالث فيشمل كافة القنوات السعودية وهو الخط الرئيسي للقناة الذي يرتقي بالمضمون ويحترم كافة اطياف المجتمع ويؤكد على نظافة المحتوى السعودي من كافة المشاهد والاستعراضات الخادشة وهو ما جعل شرائح متعددة تثق فيما يبثه التلفزيون من مواد اعلامية والتركيز على هذه النقطة كفيل بجذب المشاهدين مرة اخرى للتلفزيون السعودي بعد تلوث الفضاء وغياب الرقابة على مواد البث. ان الامال كبيرة بثورة تطويرية تعيد البريق لشاشتنا الرياضية والعامة ونتوسم الخير في الاسماء الخبيرة التي تصدت لهذه المهمة وعلى رأسهم عبد الرحمن الهزاع ومحمد باريان في انتظار قناة شاملة محايدة متوهجة ومتألقة.