كشف سعادة محمد بن همام العبد الله رئيس الاتحاد الآسيوي نيته عدم الاستمرار في منصبه واعتبار سنة 2015 هي الأخيرة له في منصبه كرئيس للاتحاد من أجل منح الفرصة لضخ دماء جديدة ووجوه شابة كاشفًا عن حاجته للحصول إلى راحة مع أسرته وعائلته مؤكدًا أن الاتحاد ليس ملكًا له. وقال بن همام في حوار مطول مع الإعلامية ليلى سماتي عبر برنامج «VIP» الذي أذيع أمس على قناة الجزيرة الرياضية أنه يدين بالولاء لخدمة الاتحاد ومنصبه في آسيا بعيدا عما يردده البعض بأنه يأخذ اعتبارات أولا للعواطف كونه عربيا خليجيا. أمراض مزمنة : وفي بداية حديثه رفض بن همام وصف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالإمبراطورية قائلا: نعتبر أنفسنا داعمين لكرة القدم في آسيا من جميع النواحي وهدفنا دائما هو تطوير الاتحادات والأندية والمسابقات وحتى اللاعبون في القارة لأن جميعهم جزء من عملنا ونحن نختلف عن أوروبا في طريقة عملنا ونحاول دائما التطوير. مشيرا إلى أن الكرة في القارة الآسيوية كانت تعاني من عدة أمراض بعضها لا تزال مستمرة منها أن بعض الاتحادات يريدون أن يفوزوا بأي ثمن وأي طريقة حتى لو بتزوير الجنسيات أو الأعمار أو تعاطي المنشطات ورشوة الحكام وهذه كلها أشياء غير أخلاقية ولا تمت للرياضة بصلة لأنها غير أخلاقية والغريب أنهم يؤكدون أنهم ذاهبون للمنافسة رغم أن مع هذه الأمور لا يمكن أن نقول عن هذه المنافسات إنها منافسات رياضية. وللأسف هناك بعض العقول التي تعتقد أن هذا هو الطريق لكسب بطولة أو اعتلاء منصة ولكنني أؤكد لهؤلاء أننا سنحارب هذه الأشياء غير الأخلاقية في الرياضة لأن الاتحاد الآسيوي هو المسؤول الأول عن كرة القدم وليس امبراطورية لأنني لست امبراطورًا من الأساس بل دائما لدينا خطط وأهداف من خلالها نتمكن من تحديد مسارنا لاختيار من يقومون بمهمة ما من أصحاب الخبرة. وأتمنى من أي مؤسسة أن يكون لها رؤية وخطة وأهداف معينة تعمل من أجلها وتفكر في الصالح العام. اتحاد فاشل : وشن بن همام هجوما على اتحاد غرب آسيا عندما قارنه باتحاد الشرق ووصفه بالفاشل لأنه لم يطبق رؤية الاتحاد الآسيوي ويسهم في النهضة المرجوة قائلا: عندما توليت مسؤولية رئاسة الاتحاد الآسيوي أيدت وجود اتحادات فرعية وقسمت آسيا لمناطق وكل منطقة لها اتحاد فرعي يضم دول المنطقة فمثلا اتحاد غرب آسيا يضم 10 دول وأنا أؤيد الفكرة بأن يكون له قراراته ويكون فعالا وليس مجرد «منظرة» أو يبحث شخص ما عن رئاسته مدى الحياة بل ويجب أن يكون له دور في المساعدة في النهضة وتنفيذ برامج الاتحاد الآسيوي لكن للأسف نجد في كثير من الأحيان البعض لا يتحدثون إلا عمن سيترأس الاتحاد فقط لأن نظرتنا تقتصر على الرئاسة والسلطة وليس لها علاقة بالتطوير. وأنا شخصيًا أريد أن أحسن الوضع في المستقبل وأغير نظرتنا كرياضيين عرب بأن تكون لنا كلمة في المسؤولية الرياضية ولا تكون مشكلتنا في القيادات الرياضية. منافسة شريفة : وكشف بن همام عن صدمته الكبيرة خلال انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي والتي تعرض خلالها للكثير من المشاحنات والشد والجذب لكنه تعلم درسًا كبيرًا بعد ذلك وهو أن المنافسة شيء واجب والأفضل أن تكون منافسة شريفة لأنها وسيلة للتطوير وليس للإحباط والآن أنا أشعر بالارتياح لأنني أكتشف الكثير وأدركت خطورة تدخل رجال من خارج الاتحاد ومثلما أرفض أن يشارك لاعب في مسابقات الاتحاد الآسيوي وهو يزور عمره أو يأخذ منشطات فسأرفض أيضا التدخلات الخارجية في عملنا وستبقى مهمتي دائما هي خدمة الاتحاد الآسيوي ورؤية كل آسيا متطورة من خلال تنفيذ رؤية المكتب التنفيذي والاتحاد وتطبيق الخطط التي نعمل من خلالها. مشيرا إلى أن من يقول إنه يعمل أولا كعربي خليجي ليس شيئا صحيحا على الإطلاق قائلا: ولائي في منصبي لآسيا وليس لقطر أو للخليج. قطر «2022» : وعن استضافة كأس العالم 2022 لقطر ودوره في فوز قطر بالاستضافة قال: لقد عاهدت نفسي مع زملائي أن نجلب كأس العالم 2022 للقارة الآسيوية وقطر من ضمن الدول الآسيوية فعاهدت نفسي أن يكون المونديال قطريًا وجهودي ما هي إلا نقطة في بحر من عمل المسؤولين في قطر والقطريين وأيضا هو جهد متواضع لأن قطر تطورت كثيرًا وفرضت نفسها على الجميع مثل كل الخليج لأنني لست من قام بهذا التطور ولدي دائما رؤية معينة لكن الرؤية في الدول هي التي تطور ولست أنا. مشيرا إلى أنه كان آخر شخص مقتنع بأن تقدم قطر ملفها المونديالي لكن تم تسخير كل إمكانات البلد للنجاح وكانت هناك اختيارات لمن قادموا الملف من الألف للياء وكانوا هم المتحدثين الرسميين باسم كل الأمة العربية وكان على عاتقهم إنجاح الملف فنجحوا عن جدارة واستحقاق فلهم كل التحية والتقدير وأستغل الفرصة لأقدم التهنئة لبلدي الحبيب قطر وأنا على قناعة بأننا سننظم بطولة فريدة كعادة قطر التي تحيي الكثير من البطولات الميتة. وعن استضافة اليابان لمونديال 2022 أكد أن خططهم كانت الفوز بكأس العالم 2050 وليس مجرد استضافتها وقد تفاجأت بتقدمهم لاستضافة مونديال 2022 لكنني أؤكد على شيء مهم للغاية هو أن اليابان بشكل عام نجحت في تقليص الفارق مع الكثير من الدول من الناحية الفنية والاقتصادية مثلها مثل الكثير من الدول في القارة خاصة الدول العربية والخليجية مثل السعودية وقطر والإمارات وجميعها حققت قفزة نوعية خلال فترة قصيرة من الزمن. طفرة كبيرة : لكنه أكد أن الدول العربية لن تحدث الطفرة الكبيرة أو المرجوة إلا بإحداث طفرة نوعية في التفكير وليس التفكير في مجرد الفوز بمسابقة أو كيف يمكن الحفاظ على لقب خاصة أن البعض يبحثون كيف سيكسبون وأين سيقفون عند تسليم الجوائز وكيف سيوزعون ابتساماتهم فنرى أحيانا أن بعض رؤساء الاتحادات أو الأندية يوجدون ويظهرون في الصورة أكثر من اللاعبين الذين حققوا الإنجازات. والتطوير أو الوصول للاحتراف لا يكون بهذه الصورة فمثلا رئيس برشلونة ليس دوره هو أن يظهر في الصورة كرئيس للنادي في التليفزيون وليس من خلال الكلام يصبح ناديه برشلونة أو مانشستر وإنما أن يتحول السكرتير إلى موظف والفاكس إلي إنترنت. تطوير التحكيم : وعن مستوى التحكيم في القارة الآسيوية أكد أنه في تطور مستمر بدليل الهبوط بمعدل أعمار الحكام إلى 25 سنة وأصبح الاتحاد الآسيوي هو من يتولى تدريب الحكام ولدينا برامج خاصة لهم على مستوى القارة الآسيوية ككل فنعطيهم دورات تدريبية ونختار أفضلهم ويشاركون في إدارة مباريات في أوروبا وفي بلادهم وأعتقد أن وجود 3 أطقم حكام آسيويين في المونديال دليل على نجاح التحكيم الآسيوي خاصة أنهم أيضا أداروا مباريات صعبة للغاية وحصل على إشادة وتقدير الجميع. والشيء الوحيد الذي ينقص رؤيتي بالنسبة للتحكيم أن يكون الحكم محترفا ونقوم نحن بالصرف عليه ومنح الرواتب الشهرية كاملة وسنحاول جاهدين هذا الأمر لأن هدفنا دائما هو تطوير اللعبة والاتحادات الأهلية. استفادة أستراليا : أما عن دخول أستراليا ضمن الاتحاد الآسيوي أكد أنهم فنيًا كانت لهم بصمة لكن الفائدة الأكبر عادت على أستراليا أكثر من الاتحاد الآسيوي لكن كان علينا أن ندعمهم من واجب كوننا عائلة كروية. وأكد بن همام أن الاتحاد الآسيوي ليس لديه القوة للسيطرة على الاتحادات لكنه قال: نتمنى أن تكون هناك لائحة شفافة في الاتحادات تسهم في المنافسة الشريفة خاصة أن لدينا مشكلة في أن السياسيين يحاولون في كثير من الأوقات يحاولون تسيير الاتحادات في الوقت الذي يجب أن يكون كل اتحاد أهلي له شخصيته ويدير نفسه بنفسه لكن ما يحدث لأن وجود السياسة هو الطاغي على الرياضة. قرار الاعتزال : وعن موعد اعتزاله وابتعاده عن المجال الرياضي أكد قائلا: عمري الآن 61 سنة وبالتأكيد العمر بيد الله وأنا أحاول أن يكون لدي متسع من الوقت في حياتي من أجل نفسي وعائلتي وأتمنى أن يكون ذلك خلال ال15 سنة المقبلة وأؤكد أن لديّ رغبة في الخروج في أقرب وقت خاصة أنني أعمل في مجال الرياضة من 38 إلى 40 سنة وأعتقد أنه حان الوقت لتتعاقب الأجيال مع وجود الخبرة مع الشباب وتكفي 12 سنة لرئاسة الاتحاد الآسيوي وقراري النهائي 2015 هي آخر فترة لي في رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأنني يراودني الحنين لعائلتي والاتحاد الآسيوي لم يكن ملك «أبوي» أو استلمته من أهلي أو سأورثه لابني فأنا خدمت هذا المنصب وأعطيت خلاصة ما عندي وجاء الدور على منح الراية لشخص آخر لأن لكل دولة زمانا ورجالا ويجب أن يفكر كل شخص فيما سيصنعه للمستقبل وذلك لن يحدث إلا بفتح «الشبابيك» أمام الهواء بدخول الشباب وضخ دماء جديدة. وأعتقد أن الإداري الناجح عليه أن يقرر متي يقول شكرا جزيلا لذلك سأغادر منصبي وأعتزل وأنا في القمة. كأس آسيا : وأخيرًا وعن استضافة قطر لكأس آسيا 2011 تمنى أن تكون هذه البطولة هي بمثابة مقدمة لنجاح مونديال 2022 لوجود تشابه كبير في المناسبتين مشيرًا إلى أن الاهتمام سيكون منصبًا بدرجة كبيرة من «الفيفا» والخارج وكل القارات على قطر للتعرف على ماذا ستقدم في هذه البطولة.