ثمة أشياء تقودنا للنَّظر إلى واقع وسطنا الرياضي، هذا الوسط الذي امتلأ -حد التخمة – بكثرة المنتسبين إليه من رجال الأعمال وكبار الرؤوس وما بينهم، وما بين واقعه -أي الوسط الرياضي – هناك باطن نقف أمامه حائرين، لقد تعدت الأموال التي تقدمها الإدارات الرياضية للمنتسبين إليها أرقامًا تفوق ميزانية بعض الدول، ومع ذلك لم نرَ عوائد ذلك ومردوده الفعلي (يثور) على المستطيل الأخضر كدلالة على نجاح التخطيط والعمل، أبدًا لم يظهر من ذلك شيء سوى مقاطع كثيرة من تنظير كتابي لم تنجح في تشخص الواقع بحقيقته ولم توجد حلوله، أو فضائيٌ لم يشرح ماذا حدث ويحدث، أبدًا فلم يتعدى مفعول هذين سوى رشح الحبر على الورق وبثِّ الكلام على موجات الآذان لنبقى واقفين على الهامش. لقد ملَّ المتابع من هذا الوضع المتردي الذي يقودنا إلى الخلف، كما ملَّ من وقف تنفيذ بعض المهام أو كثرة الأخطاء المتكررة وعشوائية القرارات، وتناثرها كتناثر الورق على مكاتب المسؤولين. وحين أقول : تنفيذ بعض المهام فإنني أشير -كمثال – إلى ذلك المنعوت ب”صندوق الوفاء”هذا الصندوق الذي ما إن فرح الجميع بماهيته – لأنه يخص شريحة من تصنيف الذين عفا عليهم الدهر وشرب بعد أن تقادمت عليهم الأيام والسنين – أو من أصحاب الظروف العرضيِّة إلا ويصدم الجميع بأنه صندوق ولد ميتا وذهب إلى رحمة الله بعد ولادته. “صندوق الوفاء” هذا الصندوق الخيري الذي سبق وأن دعم من قبل الأمير نواف بن فيصل بعد إعلان تغيير مسماه من الصندوق الرياضي إلى “صندوق الوفاء” بغرض تقديم المساعدات للمحتاجين من الرياضيين، وتوسيع دائرته وتعزيز خزائنه بمداخيل الاتحاد غير الاستثمارية، مثل الغرامات والهبات أو الاقتطاعات، لا يستطيع أن يفك كربة شخص منتسب للوسط الرياضي يقبع خلف القضبان ساقه القدر إليه من غير حول منه ولاقوة. إننا كمسلمين لا نعترض على القدر، بقدر اعتراضنا على تفرج المسؤولين المعنيين أمام حالة واحدة من عشرات الحالات المحتاجة، التي لم تخرج وتطالب بالوقوف معها، كرد جميل لعطائها الذي أفنته على الساحات الخضراء، ونطفت من عرقها تحت بند الإخلاص والوفاء لرياضة بلدها. ومع ذلك فلستُ أعمم في ذلك، ولستُ مع الذي يصور بأن الوسط الرياضي وسط سيىء، إنِّه وسط يلحقه ما يلحق غيره، غير أن مثل هذه الحالات كثير، وأكثر منها أننا نطوي من بين أعينهم ومن أمامهم -إلا ما ندر- صفحة من الوفاء معهم كواجب يطلبه الدين وتحتمه الإنسانية. أهداف * كان هناك من يمقت الوسط الإعلامي والمنتسبين إليه، أما وإنِّهم قد كسبوا الجولة وسحبوا البساط من تحت أقدام الآخرين، عليهم أن يكفِّوا عن ذلك . * أكثر من رياضي يعاني نفس من نفس الحالة والظروف، ذنبهم أنهم أصبحوا بعيدين عن دائرة الضوء فلم يلتفت إليهم من كان يطاردهم !. * قديمًا وحديثًا يرفض اللاعب المشاركة فيسارع الكثير لتسول لعبه واسترضائه، تواجدك ومستواك الفني هما من يحددان خدمة الآخرين لك !. * لو كان بمقدوري ان أطبع قبلةً على رأس كل من ساهم في فك كربة ابن العروبة لفعلت وما توانيت، ففرحة أمه ودموعها – فرحًا – ليس لهما مثيل !. * أن يعلن عن مشروع (ما) لا بد وأن تكون قد قدمت دراسة واسعة عن دوره المناط، هذا أظنه لا يحدث لدينا في الإدارة الرياضية، للأسف رياضتنا لا زالت تسير إلى المجهول !. @badr_alfahad