رأى معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري أن نبرة الحوار علت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في ظل تلبكات سياسية في العالم مبيناً أن الحوار سمة سعودية منذ توحيد المملكة على يد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله - وحتى صدور قرار خادم الحرمين الشريفين موافقته بإنشاء برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لتعزيز ثقافة الحوار والسلام في منظمة اليونسكو . جاء ذلك في كلمة لمعاليه بمناسبة الذكرى السابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين فيما يلي نصها : يذهب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بعيداً في حب شعبه، لايمكن أن تسمع خطبة من خطبه يحفظه الله أو كلمة أو حواراً إعلامياً دون أن تستوقفك كلمات مثل ( المواطنين ) و( الشعب السعودي ) أومرادفاتهما ، وهذا في عرف الاستقراء السياسي حوار مفتوح مع الشعب، ومسار ينتهي إلى المشاركة في بناء الوطن ، ودعوة منه يحفظه الله إلى تأصيل الحوارية بين الأطراف حول الوطن ، وهذا ما جعل العبارة الشعبية الصادقة ( ما دمت بخير حنا بخير ) المعلقة في صدور الناس وأيضاً على مقدمات المحلات وفي جنبات شوارع كل مدن المملكة العربية السعودية ، تكون عنواناً مع مرور الوقت للارتباط الكبير بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والد الجميع وأفراد الشعب السعودي ، فالعبارة التي كتبت بعد شفائه يحفظه الله استمرت في القبول وانسحبت على وصف اللحمة الوطنية، من جهة أعمق هي خلاصة سياسية ثقافية اجتماعية للوطن السعودي المشرق الذي يقف أمام تاريخ ممدود بالوفاء ووحدة الحال والمصير، يستقبل أمانيه وطموحاته الحضارية والإنسانية بصدر رحب وإرادة صلبة ترتكز على الأصالة والعمق التاريخي والمسافة القصيرة بين الملك والشعب ويستوعبها بما أوتي من السماحة والقدرة على استيعاب الآراء كافة. منذ أسس الوطن بسواعد أهل الوطن ، والحوار مستمر بين الإنسان السعودي ووطنه ، بين الفكرة القديمة والفكرة الجديدة، بين اليوم والأمس ،بين المكونات المادية والمكتنزات المعنوية، بين الشعب وقائده ، بين مجلس الشورى والعمل الحكومي ، بين الرجل والمرأة ، بين الراعي ورعيته على المستويات الأقل في المدرسة والبيت والشركة والمؤسسة الحكومية وفي المسجد. في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله علت نبرة الحوار بعد أن تلبكت الحالة السياسية في العالم وتلبدت دول لا تملك أساساً تاريخياً مصنوعاً من الشعب نفسه كالمملكة العربية السعودية، نعم علت نبرة الحوار بعد أن كان الحوار بصوت خافت ؛ الإنسان والمنجز الحضاري، لذاته نحو الأفضل ، وأعلن الحوار عنواناً للمرحلة التاريخية الحالية، فالحوار في مقتضاه ومبناه هو مراجعة ما تم والاتفاق على الاستعداد لمواجهة المستقبل وبنائه، والتأليف بين التطلعات والواقع . // يتبع //