شّرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع مساء اليوم حفل العشاء الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير تكريماً لسموه ومرافقيه في صالة الخالدية للاحتفالات بمدينة أبها. وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى سمو أمير منطقة عسير كلمة فيما يلي نصها : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع - حفظكم الله ورعاكم -. أصحاب السمو والفضيلة والمعالي. أيها الحضور في حضرة هذا الضيف الاستثنائي الكبير. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذه عسير الولاء والوفاء تأتي إليكم وقد لبست من الرجال ما يكسو الجبال. قد نثرت بالجمال في حضرة أمير الآمال. هذه عسير التي أتت إليك يا سيدي. مثلما كانت وفية ليوم الفاتح من جند أبيك. ومثلما كانت منذ عهدها القديم مع جدك الإمام الأول حين كانت عسير منذ ثلاثة قرون عنوان وحدة هذا الوطن ورمز التقاء السهل والجبل في مسيرة الولاء والخير والأمل. يا سيدي : لقد حمَّلني الرجال من أهلك وأبناء بيتك في عسير أن أنقل إليك ما ستحمله أمانة إلى ولاة الأمر أنهم على عهدهم ماضون مجددين ولاءهم وحبهم لقيادة هذا الوطن العظيم. واليوم ، تشرفون يا سيدي وأنتم من يحمل تكليف قائد هذه البلاد وولي أمرها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده النايف الأمين في هذه المسؤولية التي تسعون من خلالها لحماية مكتسبات البيت السعودي ورعاية الشبر الأخير من أطرافه ليبقى مثلما كان في كل تاريخه السحيق أبياً على الضيم وشامخاً في وجه كل متطاول وعزيزاً مهاب الجناب وهو يجنح للدفاع لا للحرب. سيدي: نحن أمة لن تنسى الرموز , بل نحن من يبعث ذكرها في القلوب حتى وهي ترحل إلى البارئ الخالق المصور . ومثلما هو كل الوطن, فإن عسير لن تنسى من ذاكرتها أفعال راحلنا الكبير سلطان بن عبدالعزيز . لن تنسى يده الكريمة التي وقفت خلف مئات المشاريع. لن تنسى تلك الكلمات التي نطقها رسماً ووسماً على الجبال والآكام والقلوب والأفئدة. لن تنسى تلك الأيام التي كان فيها سلطان بن عبدالعزيز لهذه العسير يسراً وبناءً ورسالة حياة , وكل العزاء اليوم أن الأسد في عرين أخيه وأن الرجل في ثوب أخيه وأن الإنسان الذي عرفناه من سلطان هو نفس الإنسان الذي نقرؤه اليوم في سلمان . كل العزاء أن اللغة حتى لم تغير من تاريخ أخيك فيك إلا حرفاً واحداً من نفس الاسم . كل العزاء اليوم أن رحيل الرمز قد برهن أن هذا الوطن يلتف في المأساة ويواسي عند الضائقة وينهض للبيعة كي يستمر حكم الإمام المؤسس يوم كان مع الآباء المجاهدين المؤسسين يبنون وطناً مختلفاً لشعب بالغ الاختلاف. واليوم نستأذنكم , سيدي , أن ترفع لقائد هذه البلاد وسمو ولي عهده كل ما شاهدت من عظيم الولاء وصادق البيعة وصدق العهد والوفاء وخالص الانتماء . أما أنتم يا صاحب السمو فلكم منا اخلص الدعاء أن يكون الله معك في هذه المسؤولية الجسيمة وفي هذه المهمة الوطنية التي لا تليق بشيء أكثر مما هي تليق بك أنت. لقد كنتم سيدي باراً بالأب وفياً لإخوانك من الملوك والأمراء , صابراً ومحتسباً في هذه المسيرة الطويلة من تاريخ رجل لا يشبه إلا اسمك ورسمك ووصفك. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. أيها الحضور في حضرة هذا الضيف الاستثنائي الكبير : هذا وطنٌ للإسلام والاستخلافِ والبِناء . وطنٌ يبتدئ الكلِمةَ بالسلامِ ويُنهيها بالسلام. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. // يتبع //