بدأت اليوم في مقر جامعة الدول العربية أعمال الاجتماع المشترك على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسئولين في الدول العربية برئاسة العراق وذلك للتحضير للقمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين المقررة في العاصمة العراقية بغداد في ال 29 من شهر مارس الجاري. ويناقش الاجتماع على مدى يومين إعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية الذي يتضمن العديد من البنود السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية إلى جانب إعداد مشروع إعلان بغداد في صورته الأولية الذي سيصدر عن القادة العرب وكذلك إعداد مشاريع القرارات الخاصة بهذه البنود ورفعها للاجتماع الوزاري العربي يوم ال 28 من شهر مارس الجاري في بغداد. ورحب رئيس الاجتماع ومندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية الدكتور قيس العزاوي في كلمته باسم الحكومة العراقية بالقادة العرب والوزراء والمندوبين الدائمين وجميع الضيوف الذين سيحضرون القمة. وقال إن قمة بغداد تنعقد في مرحلة تشهد فيها المنطقة العربية تطورات وتغيرات سياسية غير مسبوقة تركت أثارها على النظم السياسية للشعوب العربية ورفعت من سقف الطموحات نحو غد أفضل ، معربا عن تطلعه إلى تعزيز الالتزام بالتضامن العربي والتمسك بالقيم والتقاليد العربية والحفاظ على سلامة الدول العربية واحترام سيادتها وتطوير العلاقات العربية وتطوير آليات العمل العربي المشترك. وأكد العزاوي أن إصلاح منظومة العمل العربي المشترك وتطويرها وتفعيل آلياتها هو الهدف المركزي لإعادة هيكلة الجامعة العربية التي أوكل الأمين العام مهمتها للجنة المستقلة التي تضم إلى جانب رئيسها وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي مجموعة مهمة من الخبراء العرب. ونبه العزاوي إلى أن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية تتطلب تبني برنامج شامل للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يضمن صون كرامة المواطن العربي وتلبية مطالبه في الديمقراطية والحرية والإصلاح ، مؤكدا دعم العراق الكامل للتطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية ونبذ سياسة التفرد بالسلطة وإدانة أعمال العنف ورفض التدخل الأجنبي حفاظا على وحدة وسلامة الشعب السوري مبينا التزام العراق بالقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية في هذا الشأن. كما أعرب عن دعمه للشعب الفلسطيني في نضاله للتصدي للعدوان الإسرائيلي من أجل قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، مدينا فى الوقت نفسه الانتهاكات الإسرائيلية واستمرار القوات اللإسرايلية في نشاطاتها الاستيطانية وانتهاكها للقانون الدولي الإنساني ولمواثيق حقوق الإنسان. وشدد العزاوي على أهمية بلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية خلال مؤتمر الأممالمتحدة الذي سيعقد أواخر 2012م في هلسنكي ، موضحا في ذات الوقت حق الدول العربية المشروع في الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية في المجالات التي تخدم برامجها التنموية. وأعرب ممثل ليبيا رئيس القمة السابقة عمر حمد جاد الله العوكلي نائب المندوب الدائم لدى الجامعة العربية من جانبه عن أمله أن تكون قمة بغداد محطة الانطلاق للبدء في تعزيز التضامن والتكامل العربي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وحول الوضع فى سوريا قال العوكلي إن النظام السوري أصبح معزولا في الداخل والخارج بفضل المقاومة الشعبية ودور الجامعة العربية وهو ما يفرض على المعارضة الوطنية الإسراع في توحيد صفوفها لتحقيق التغيير المطلوب وإنهاء معاناة الشعب السوري الذي يواجه بشجاعة عنف النظام. // انتهى //