فعلّت وزارة التربية والتعليم عام المعلم خلال مشاركتها في مهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 27" لهذا العام بعنونة جناحها تحت مسمى " وفِّه التبجيلا ". ودوّنت الوزارة عبر مدخل جناحها رؤية الوزارة لعام 1444ه بالوصول إلى مجتمع معرفي منتج متفاعل يحقق التنمية المستدامه من خلال بناء ثروة بشرية وبيئة تقنية محفزة. وابتكرت الوزارة طريقة إبداعية في استعراض اللوحات والعناوين في الجناح بمحاكاتها للسبورة المدرسية حيث انتشر في أماكن شتى في الجناح ذلك اللوح الأخضر بشكله المستطيلي ليظهر في أعلاه البسملة وعلى طرفه الأيمن مكان للموضوع وللدرس يوضح من خلاله الموضوعات المطروحه لتعريف الزوار بها , حيث طرح هذه الفكرة أحد منسوبي الوزارة والتي تحولت في نهاية الأمر إلى واقع مطبق. ووقف على جنبات الجناح متحف تاريخ التعليم في المملكة الذي وصف للزائر التسلسل التاريخي منذ عام 1373ه لمسيرة التعليم في المملكة وشمل موضوعاتً شتّى مثل تاريخ المعلمين والمعلمات في عهد مديرية المعارف آنذاك من ناحية الاهتمام بالمعلم وحسن اختياره , وترجماتهم والوثائق التربوية , مستعرضاً العديد من الأجهزة القديمة التي كانت تستخدمها الوزارة في مختبراتها وفصولها التعليمية مثل أجهزة عرض الأفلام الثابته والأجهزة المجهرية التي كانت تستخدم في العلوم بالإضافة إلى أجهزة الإذاعة المدرسية التي كانت تستخدم في حقبة تاريخية قديمة قبل عشرات السنين في المدارس السعودية. وقصّة الوزارة عبر أروقت جناحها في مشهد لافت ما كان يقوم به معلم الكتاتيب في الماضي حيث جسّدت نموذج لفصل حقيقي يعود لعشرات السنين حيث تكوّنت جدرانه من سعف النخيل وفصل آخر بجدران طينيه. واكتملت القصة باحتواء ذلك الفصل على أدوات معلم الكتاتيب الخاصة القديمة التي لم تكن سوى محابر متنوعة للكتابة بالريش وسراج عتيد مائل يتوسط سقف الفصل المكون من عسيب النخل, وحصير السعف للجلوس وبشت من الصوف والذي كان يغطي جسد معلم الكتاتيب ويضفي بمشهداً مهيباً بالنسبة للطلاب في ذلك الوقت الذين كانوا يحفظون القرآن على يديه ويتعلمون أبجديات القراءة والكتابة. فيما تجمع عشرات الزوار للمهرجان حول فصل آخر مكون من جدران طينية وعُلِّق حول طرفي بابه أدوات العقاب التي لم تكن سوى خيزان و عسيب النخل أو جريد من النخلة ملفوف ومعقد بعناية خاصة , بينما ظهرت على طرف ذلك الفصل ساعة حائطية قديمة بعقارب متدلية, تحدد وقت معلم الكتاتيب ووقت الصلاة , إلى جانب كرسي بحجم متواضع جداً بأطراف ممشقة ومصنوع بطريقة بدائية جداً من مجموعة من بقايا الأخشاب والمسامير التي أرهقها الصدأ بالإضافة إلى حقائب جليدية وطباشير وكتب تعليمية قديمة مطبوعة من عام 1340ه . // يتبع //