شهدت إسبانيا خلال شهر اغسطس الماضي سلسلة كبيرة من الأحداث السياسية والاجتماعية و الاقتصادية التي كان لها الأثر البارز في الإعلام الإسباني، وصدى الرأي العام بالإضافة إلى وجود تبعات للأزمة الاقتصادية استحوذت على مجريات الشهر الماضي بشكل كبير. فقد تميز شهر اغسطس بسلسلة من الإنهاريات المتلاحقة لمؤشر البورصة الإسبانية والتداولات المالية لأسبوع كامل، مع فقدان المؤشر نقاط كثيرة وخسائر مادية متوالية، وقد أوجدت تلك الانهيارات مجموعة من العوامل الخارجية وتأثر السوق المال الإسباني بالبورصات العالمية، والتي شهدت هي الأخرى هبوطا حادا، في الصعيد نفسه كانت الحكومة الإسبانية واثقة من استعادة الاقتصاد وكونها تسير في الاتجاه الصحيح مع تأييد للمفوضية الأوروبية ونفيها حاجة اسبانيا لأي نوع من الإنقاذ، سوى إعلان البنك المركزي الأوروبي شراء بعض الديون العامة الإسبانية بمقدار 1500 مليون يورو، مع ما وصل إليه الدين العام الإسباني ل 680,000 مليون يورو، كما حاولت الحكومة الإسبانية لمواجهة تلك الأزمة أن تعمل ما بوسعها حيال تهاوي الاقتصاد وفقدان الثقة بتعديل بنود اقتصادية من الدستور الإسباني بموافقة المعارضة وأحزاب أخرى في البرلمان تتضمن تعديلات جوهرية تحمي الصندوق العام، وميزانية المناطق ومواجهة العجز في الدين الإسباني، والميزانية والتي أثارا حفيظة حركة ال 15 من مايو الشبابية "الغاضبين"، والذين وجدوا في ذلك التعديل فرصة سانحة للتظاهر وللاعتصام مجددا أمام البرلمان، وإعلان للمسيرات في غالبية المدن الإسبانية احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، والمُطالبة بعمل استفتاء شعبي للبت في قضايا التعديل الدستوري دون الاكتفاء بتصويت البرلمان. في السياق ذاته فقد سجل القطاع السياحي في اسبانيا أرقاما قياسية جديدة، وارتفاعا ملحوظا في الموارد المالية بعد زيارة أكثر من 30 مليون سائح أجنبي لإسبانيا حتى شهر اغسطس الجاري، بمعدل إنفاق بلغ 29 مليون يورو، في خطوة إيجابية، كان لها التأثير المُباشر في إنعاش القطاع السياحي والفندقي وتوفير فرص عمل مؤقتة لمواجهة المد الاقتصادي الضعيف . ومع الأزمات الاقتصادية التي مرت بها اسبانيا خلال الشهر الماضي إلا أن العجز التجاري قد ارتفع مُحققا في ذلك نسبا جيدة بلغت 8 بالمئة ، مع ارتفاع للصادرات الإسبانية، و مددت الحكومة الإسبانية معونة العاطلين العمل ستة شهور إضافية بمبلغ 400 يورو شهريا ل 4 مليون عاطل في أكبر عدد تشهده اسبانيا منذ عقود. // يتبع //