يتابع المسؤولون في حلف الناتو في بروكسل المنحى الذي اتخذته الأوضاع في العاصمة الليبية طرابلس خلال الساعات الأخيرة وتسجيل المعارضة الليبية ثغرات حاسمة ضد كتائب القذافي داخل المدينة وضواحيها . وقال متحدث باسم الحلف إن الناتو يتابع الموقف عن كثب ويعتبر التطورات الملحة حاسمة ولكنه يؤكد أنه لا يوجد أي تنسيق مباشر بينه وبين قوات المعارضة الليبية وأنه متمسك بالتفويض الذي تحصل عليه من قبل مجلس الامن الدولي في أطر القرار رقم 1973 . وبين أن الحلف سيواصل مهمة حماية المدنيين الليبيين ووفق الشروط المحددة سلفا . وكان الحلف قد أعلن الليلة الماضية أن نهاية نظام القذافي وشيكة داعيا المعارضة إلى حماية وحدة البلاد والعمل من أجل مصالحة وطنية. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في بيان له " من الواضح ان نظام القذافي ينهار ". واكد ان " الوقت حان الان لاقامة ليبيا جديدة دولة قائمة على الحرية لا الخوف ، على الديموقراطية لا الديكتاتورية، على ارادة الجميع لا على نزوات البعض ". ووعد الأمين العام للحلف الأطلسي بتقديم مساعدة للمعارضة على إعادة اعمار ليبيا . وقال "الشعب الليبي عانى الكثير ، والآن لديه فرصة لانجاز انطلاقة جديدة"، حاثا في الوقت عينه المعارضة على عدم الثأر من قوات القذافي . وأفاد راسموسن أن الحلف مستعد للعمل مع الشعب الليبي ومع المجلس الوطني الانتقالي الذي يتحمل مسؤولية كبيرة. ويرى المحللون أن وراء المسؤولين في حلف الناتو اختبارا قاسيا مع ظهور اول المؤشرات العملية الفعلية على قرب انهيار نظام القذافي . وكان حلف الناتو قد أعلن منذ بداية عملية " الحامي الموحد " في مارس الماضي ضد كتائب القذافي انه يأمل قدر الإمكان ان لا يقوم بأي دور جوهري في إدارة مرحلة ما بعد سقوط نظام القذافي في طرابلس . وقال الحلف مرارا على لسان كبار المسؤولين فيه وبما فيهم الأمين العام للحلف ان مهمته تقتصر على تنفيذ مختلف بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970 و1973 و المشاركة عند الضرورة فقط في إعادة تأهيل قوات الامن الليبية. ولكن المراقبين والمتابعين للشأن الليبي يعتبرون ان مهمة الناتو ستكون أكثر من صعبة ودقيقة وقد تتجاوز الإطار الموضوع لها رسميا على الأقل . وفي هذه الاثناء تكثفت الاتصالات بين مسؤولي الدول المعنية بعملية " الحامي الموحد " مع تقدم قوات المعارضة الليبية على أكثر من جبهة في شرق وغرب البلاد . ويقول احد الدبلوماسيين في بروكسل المطلع على سير إدارة الحلف للوضع الليبي إن سفراء دول الناتو سيجتمعون في وقت لاحق الأسبوع المقبل لمعاينة التطورات الليبية وتحديدا تحليل توازنات القوة بين أطراف المعارضة في ليبيا ومعرفة آليات تنظيم المرحلة المقبلة وتجنب ان تدخل البلاد في وضع من الفراغ في السلطة أو في مرحلة تصفية دموية للحسابات . // انتهى //