بدأت القوات الإسبانية المُشاركة في أفغانستان منذ طليعة 2002م انسحابها من افغانستان بعد إنهاء سلسلة من المهام العسكرية والحربية المنوطة بقوات ايساف والناتو. وقد ساهمت اسبانيا في بداية قرار مجلس الوزراء الإسباني ب 350 جنديا وزيادة العدد بموافقة مجلس النواب ليصل إجمالا 1500 جندي اسباني بالإضافة إلى معدات عسكرية وحربية وطاقم طبي وهندسي وفريق متخصص لنزع الألغام والدعم اللوجستي ومشاركة حربية لمواجهة الأرهاب الذي كانت ولا تزال تُشكلة القاعدة وحركة طالبان على افغانستان والأمن الوطني الإفغاني والعالمي على حد سواء. وقد استقرت القوات الإسبانية في مناطق عدة وخاصة في هرات وبادقيش, وأُسندت إليها مهام قتالية مختلفة مع تعرضها لهجمات متنوعة خلال فترة تواجدها في المنطقة, مع مساهمتها الفعالة مع الحكومة الإفغانية في مؤتمر إعادة اعمار البلاد وتقديم دعما ماديا لتأهيل القطاع الأمني الأفغاني ب 14 مليون يورو وتقديم دورات تدريبية وتأهيلية وإعدادية لأفراد القوات الإفغانية لإسناد مهام حفظ الأمن لها لاحقا بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد بالإضافة الى بناء الوحدات اللازمة والدعم اللوجستي الذي كانت تُقدمه لغيرها من القوات المُشاركة معها. ومع تصريحات ال رئيس الامريكي باراك اوباما من إكتمال انسحاب 33 الف جندي أمريكي من أفغانستان في سبتمبر لعام 2012م , أدلت وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون تصريحا مُماثلا مُعلنة عزم الحكومة الإسبانية على سحب قواتها من أفغانستان تدريجيا بداية من صيف عام 2012م . وتنفيذا للإتفاقيات المُبرمة والتي تمخضت عنها مشاركة اسبانيا في مؤتمر مدينة لشبونة البرتغالية في شهر نوفبر الماضي حتى إعلان الحكومة على لسان رئيس الحكومة الإسبانية خوسية لويس ثاباتيرو ان قوات بلاده ستُغادر افغانستان نهائيا عام 2014م. وقد كانت ضريبة المشاركة الإسبانية في الأرواح مرتفعة إذ لقي 90 جنديا اسبانيا مصرعة في حوادث متفرقة وإعتداءات إرهابية ومواجهات عسكرية مع القاعدة وحركة طالبان بالإضافة الى خسائر مادية في العتاد. وبذلك تطوي اسبانيا مشاركتها الفعالة في البلد الأسيوي لتنظم في ذلك إلى البوسنة والهرسك في منطقة البلقان التي انسحبت منها مؤخرا وبقاء قوات تابعة لها تحت تحالفات الناتو وايساف في مناطق مختلفة ومتعددة . // انتهى //