تطل يوم غدٍ الخميس مناسبة سنوية احتفالية لأهالي جزيرة فرسان ومنطقة جازان في صيد سمك الحريد ، حيث يتهيئون له سنويا مع ضيف الجزر الذي يأتي كل عام بنفس الموعد. ويحتفى أهالي جزر فرسان بصيد سمك الحريد ( ببغاء البحر ) ، من خلال إقامة فعاليات ورقصات تراثية وأهازيج مصاحبة يشهدها خليج الحصيص كما جرت العادة وفق ما تعارف عليها الفرسانيون وتوارثها الأبناء عن الأباء والأجداد. ومع ساعات الصباح الاولى يوم الخميس تشرق الشمس والبحر في حالة الجزر // العراء // كما يسميه أهالي فرسان يتوافد محبي هذا النوع من السمك والمحافظة على هذه العادة والتراث في تجمع للأهالي لصيد السمك. وعندما يصل الصيادون إلى // خليج الحصيص // حيث موقع مرور الحريد يقومون بنصب شباكهم // الدور // كما يعرف لديهم على مجموعات الأسماك التي تجوب الخليج في مجموعات تصل لمئات الألآف التي يعرفها الصياد عن بعد إذ تمثل بقعه سوداء عائمة في مياه الخليج . وبعد أن يحكم الصيادون إغلاق الشباك على مجموعات الأسماك الوديعة التي لاتؤذي الصيادين أو تبدي أي نوع من المقاومة يقومون بجرها إلى موقع قريب من الشاطئ حيث ينتظر على طرفه أهالي الجزيرة متأهبين للظفر بما يستطيعون من هذه الاسماك . وعند الانتهاء من عملية تجميع الأسماك يقوم الأشخاص الموكل اليهم عملية الصيد ومد الشباك بوضع أغصان من شجر النبق أو الكسب كما يطلق عليه الفرسانيون ليتوجه السمك اليه ويسهل اصطياده في الوقت الذي يقف فيه الأهالي على ظفاف الشاطئ في عجلة واستعداد تام لإطلاق إشارة الانطلاق المدوية والتسابق لدخول البحر التي عادة لاتسمح للعاملين على وضع اغصان الكسب بإنهاء مهمتهم التي يقومون بها . وما أن تصدر إشارة الإنطلاق حتى يتسابق الجميع إلى حيث تجمع الاسماك حاملين معهم الاكياس والمصائد ليخرج كل منهم بنصيبه من سمك الحريد يأكل بعضه مع أفراد أسرته ويهدي البعض الاخر إلى اعز الاصدقاء . ولا يقتصر الاحتفال على الرجال في الساحل في ممر ببغاء البحر في الجزيرة بل يتعداه إلى البيوت حيث تحتفل النساء وتقدمن السمك هدايا للمتزوجين الذين لم يمضوا عاما على زواجهما . ويعزو الأهالي سبب تواجد هذا النوع من السمك الذي لايتجاوز طوله ال/ 40 / سم ويخلو من الاشواك إلى انه سمك مهاجر , ويصل إلى الجزيرة خلال هذه الفترة من العام بحثاً عن الدفء وضع البيض خصوصاً وان الموقع الذي يوجد به عبارة عن جبال ومياه ضحله دافئه تساعد على عملية وضع بيوضه فيها . // انتهى //