تقوم اليونيسف بإرسال الإمدادات الضرورية على متن الطائرات المروحية، لآلاف الأشخاص الذين نجوا من الفيضانات العام الماضي في باكستان إلا أنهم يواجهون حاليا مخاطر البرد مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء. وقد أثرت الفيضانات التي بدأت قبل أكثر من ستة أشهر على 20 مليون نسمة، كما أنها أدت إلى تضرر أو تدمير أكثر من مليوني منزل وإلى إتلاف أكثر من مليوني هكتار من المحاصيل، وما زال كثير من السكان الذين شردتهم الفيضانات بدون مأوى مناسب. وتوفر اليونيسف الملابس الدافئة والأحذية والبطاطين ومستلزمات الأطفال حديثي الولادة للقرى الأكثر ضعفا في منطقة خيبر باختانكوا الجبلية حيث يسقط الثلج. كما أفادت اليونيسف أن العديد من مخيمات الإغاثة، التي لا تزال تأوي مئات الآلاف من النازحين سيتم إغلاقها قريبا، وتقوم السلطات بتشجيع الأسر على العودة إلى مناطقهم الأصلية. وقالت شاندانا أورنغزيب، مسؤولة مكتب اليونيسف الميداني في خيبر باختانكوا، "إن المواطنين قلقون للغاية بشأن المكان الذي سيذهبون إليه، إذ ليس لديهم ما يعودون إليه، فقد ضاعت جميع متعلقاتهم وسبل معيشتهم". ومما زاد من تفاقم الوضع المتردي أصلا، هو أن حركة مياه الفيضانات قد أزاحت الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي كانت مخفية سابقا، وللأسف، فلقي ثلاثة أشخاص مصرعهم نتيجة لانفجار ألغام أرضية، من بينهم طفلان. كما تأثر تعليم الأطفال نتيجة الفيضانات، وخصوصا بالنسبة للفتيات اللائي يتوقع منهن رعاية أشقائهن والمساعدة في الأعمال المنزلية بدلا عن الذهاب إلى المدرسة. ومع ذلك، فقد أتاحت الكارثة فرصا جديدة للتعلم بالنسبة لبعض الأطفال من الأسر النازحة والذين تمكنوا من الذهاب إلى المدرسة للمرة الأولى بفضل مراكز التعليم المؤقتة التي أنشأتها اليونيسف، إلا أن التجربة قد تكون قصيرة الأجل، فقد عاد بالفعل عدد كبير من الأطفال إلى المجتمعات المحلية التي لا تتوفر بها مدارس. وقد طالبت اليونيسف وشركاؤها بتوفير مبلغ 1.96 مليار دولار لتمويل جهود الإغاثة والإنعاش في باكستان، وقد تم تلقي نحو 1.2 مليار دولار من المبلغ حتى الآن . // انتهى //