إعداد : إبراهيم الروساء تحول وادي حنيفة من نقطة سوداء معتمة إلى واحة خضراء مشرقة ، وعِقد غنّاء يزين جيد الرياض ، وعاد وادي حنيفة إلى واجهة السياحة المحلية ونافذة تطل على وادٍ سحيق بتاريخه وحضارته ، وخصيب بأناقته وحسنه. مرّ وادي حنيفة برحلة مضنية من التأهيل والتجميل ، لتزيح التراب عن وجهه البهي ، ويغدوا أكبر متنزه طبيعي في المنطقة تحيط به معظم أحياء المدينة وضواحيها، ومنطقة جذب واعدة بالفرص الاستثمارية ، وتنال مشاريعه التأهيلية والتطويرية ريادة محلية وعالمية عبر ثلاث جوائز عالمية تضاف إلى قيمته البيئية والسياحية. يتمتع الوادي حاليا ببيئة طبيعية خالية من الملوثات والمعوقات ، وازدهر الوسط النباتي والحيواني جراء أعمال التطوير الذي شهدها الوادي خلال السنوات الماضية ، وأصبح منطقة مفتوحة للسكان ، وملائما للتنزه الخلوي من خلال إضافة الطرق والممرات ، وبعض التجهيزات الضرورية. وأثمر مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، عن تحسين بيئة الوادي وإعادته إلى وضعه الطبيعي، وإيجاد مصدر استراتيجي للمياه المنقاة للاستخدامات الزراعية والصناعية، وبالتالي الاستفادة من موارد الوادي الطبيعية، وجذب الاستثمارات من القطاعين الخاص والعام في مجالات الزراعة والسياحة والترفيه. لم يكن من السهل خروج الوادي بهذه الصورة إلا بعد مراحل تطوير وتأهيل ، استمرت لأكثر من ثلاث سنوات ، لينال رضى ً داخلي وخارجي من خلال اكتظاضة بالمتنزهين كل يوم ، وحصوله على ثلاث جوائز عالمية ، وسط توقعات استثمارية تبلغ 2 مليار ريال. ثمة ما يؤكد ريادة الوادي محليا وعالميا ودخوله منافسا لمشروعات بيئية في العالم تمتاز بعوامل أكثر سهولة من واقع وادي حنيفة ، فخطف الوادي جائزة الآغا العالمية للعمارة من بين أكثر من 400 مشروعا في العالم ، واستحق جائزة عن محور المياه ، وجائزة أخرى عن الاهتمام بالمنشئات الاجتماعية ذات الطبيعة المفعمة بالنشاط والحيوية على طول المشروع الذي يحتضن الرياض من شمالها إلى جنوبها بطول يمتد إلى 80 كيلو متراً. فإلى جانب جائز الآغا العالمية لعام 2010م التي فاز بها الوادي أخيراً، حقق جائزة من واحدة من كبرى المراكز المتخصصة في المياه في العالم عام 2003، وجائزة عالمية أخرى من مؤسسة عالمية مختصة في العناية بالمجتمعات الحيوية في لندن 2007م ، ضمن عددٍ من برامج التطوير التي تبنتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وحصدت جوائز عالمية. ونتيجة له ، أصبح الوادي الخصيب محل اهتمام وإعجاب كثير من الخبراء والمختصين في مختلف دول العالم ما أهلّه للحصول على جائزة مركز المياه بواشنطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية كأفضل خطة لتطوير مصادر المياه على مستوى العالم لعام 2003م، من بين 75 مشروعا قدمت من 21 دولة. // يتبع //