تجري مواجهة صامتة ولكنها فعلية بين حلف الناتو والولاياتالمتحدة من جهة وتركيا من جهة أخرى بشان خطة الحلف الأطلسي بنشر درع للصواريخ ومواجهة مخاطر الصواريخ الباليستية مستقبلا. وقال مصدر في حلف الناتو في بروكسل إن الاتصالات بين الحلف وأنقرة تكثفت في الآونة الأخيرة لانتزاع موافقة تركية نهائية لنشر جزء من خطة درع الصواريخ فوق الأراضي التركية على ان يتم اعتماد القرار يوم 19 نوفمبر خلال قمة الناتو على مستوى رؤساء الدول والحكومات في العاصمة البرتغالية لشبونة وتريد تركيا حسب نفس المصدر ان لا يشير الحلف خلال القمة الى أي مصدر محدد للتهديدات المزعومة التي تعترضه أي تجنب الإشارة إلى روسياوإيران . ويبلغ مدى الصواريخ التي يخطط الناتو إلى نشرها في عدد من الدول الاوروبية وفي تركيا أربعة آلاف كيلو متر مما يجعلها قادرة على الوصول إلى الأراضي الروسية إضافة إلى إيران ودول أخرى. وتقول تركيا إن أيا من جيرانها المباشرين لا يمثل خطرا بالنسبة إليها كما تريد تركيا حسب مصادر دبلوماسية في بروكسل أن لا يقوم الناتو أو الولاياتالمتحدة بتمكين إسرائيل من معطيات الصواريخ التي سيتم نشرها كشرط رئيس لقبولها بالتعاون مع الحلف و لا اقتسام المعلومات الاستخباراتية التي قد يتم الحصول عليها من قبل نظام درع الصواريخ مع السلطات الإسرائيلية ولكن نفس المصدر يضيف إن إشكالية قبول تركيا من عدمها بخطة الناتو لنشر درع الصواريخ ستحدد مجمل جوانب الإطار المقبل للعلاقات بين تركيا من جهة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى وستكون اختبارا عمليا لمدى التزام تركيا بالتحالف مع الدول الغربية وتقول تركيا إن من حق الناتو نشر درع الصواريخ في إي دولة عضو بما فيها تركيا ولكن هذا الإطار يحب أن يقرن بشروط أهمهما إقرار الناتو بمداي محددة واهما إن فترة الحرب الباردة التي كانت تدير العلاقات بين الشرق والغرب قد انتهت وان حقبة جديدة من التعامل مع الشؤون الأمنية الدولية قد حلت محلها. وقال وزير الدفاع الأمريكي ربوت غيتس يوم 14 أكتوبر الماضي في بروكسل إن الحلف الأطلسي لا يمارس اي ضغوط على تركيا و لكنه يواصل المشاورات معها كحليف. وكانت الأوساط الأطلسية رفضت التعليق على توجه تركيا لإعادة تصنيفها للمخاطر الأمنية المحدقة بمصالحها وبالمنطقة وإزالتها لإيران وسوريا من قامة الدول التي تهددها وإضافة إسرائيل إلى القائمة ووصفها لها بأنها قوة مزعزعة للاستقرار. ويقول الناتو إن خطة نظام الدفاع الصاروخي المثيرة للجدل ستنفذ على مرحلتين حيث سيتم خلال العامين المقبلين نشر سفن للبحرية الأميركية في البحر المتوسط تحمل صواريخ بعيدة المدى. وسيعقب ذلك نصب صواريخ اعتراضية على اليابسة في رومانيا وبولندا ومحطة رادار عالية التقنية في بلغاريا أو تركيا بحلول عام2015. و لا يزال العديد من المراقبين غير مقتنعين حول كفاءة هذه التوجهات الإستراتيجية الجديدة. وشكك عدد كبير من الخبراء مؤخرا في فعّالية نظام درع الصواريخ على الصعيد العملي ودعوا إلى نشر طائرات بدون طيار لتعويضه باعتبار ذلك اشد كفاءة ومقدرة. . ويقول الحلف الأطلسي إن "الحالة تبدو ملحة" بسبب بدء عدة دول في سباق لامتلاك صواريخ بعيدة المدى. // انتهى //