أوضح فخامة رئيس الجمهورية التركية عبدالله جول خلال الجلسة الافتتاحية للدورة 26 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي " الكومسيك " المنعقدة حاليا باسطنبول بتركيا التحديات العالمية التي تواجه الدول الأعضاء بالمنظمة ومن بينها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وقضايا الفقر والبطالة ، داعيا إلى المزيد من التعاون بين دول المنظمة من أجل مواجهة التحديات. وأكد الرئيس التركي خلال كلمته حرص بلاده واهتمامها بتحقيق التعاون الاقتصادي وتطوير التجارة البينية وتعزيز دور القطاع الخاص ، مبديا تأييده دعوة البنك الإسلامي للتنمية للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي للإسراع في تبني نظام الأفضليات التجارية من أجل رفع معدلات التبادل التجاري بينها. وتحدث في الجلسة الافتتاحية معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي الذي أشاد بدور لجنة " الكومسيك " في تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وقدم معاليه شرحا لدور البنك الإسلامي للتنمية في توظيف ثمار الدعم الذي يحظى به من دوله الأعضاء في مؤازرة الدول الأعضاء الأكثر تأثرا بالكساد والأزمة المالية العالمية، مؤكدا أن البنك قد أثبت ولله الحمد قدرة على الصمود والمرونة أمام الأزمات العاتية وكنتيجة لذلك واصل البنك احتفاظه بأعلى درجات التصنيف الائتماني التي أحرزها قبل الأزمة وبعدها وهي تصنيف AAA من قبل مؤسسات التصنيف الدولية الثلاث. وأضاف معاليه أن نشاط المجموعة التمويلي في العام المنصرم شهد ظواهر مهمة تمثلت في قفزة كبيرة بلغ بها حجم التمويل سبعة مليارات وربع المليار دولار أمريكي وبزيادة 29% عن العام السابق ، مؤكدا أنها خطوة جيدة في اتجاه الوفاء بالتزام البنك بالمساهمة في تسريع عملية الانتعاش الاقتصادي في الدول الأعضاء عبر مضاعفة حجم عمليات التمويل على مدى الأعوام الثلاثة (2009م إلى 2011م) وتمثلت الظاهرة الثانية في تحقيق البنك وثبة نوعية ضاعفت تركيز التمويلات لبعض القطاعات في سياق اهتمام خاص بتنمية البنية الأساسية والاجتماعية فيما تمثلت الظاهرة الثالثة في انطلاق العمل بنموذج أعمال جديد قوامه التحول من تمويل المشاريع المنفردة إلى البرمجة الجامعة. وأشار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي إلى أن أهم أداة لتنفيذ النموذج الجديد هي إستراتيجية الشراكة مع الدول الأعضاء باعتبارها منصة رئيسة للحوار ، مشيدا رئيس البنك في هذا الصدد بتجربة الشراكة الإستراتيجية مع تركيا والتي تدل على تحولات هامة في فلسفة تعاون البنك مع دوله الأعضاء ، كما تلقى البنك دعوات من كل من الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى وجمهورية مصر العربية للمساهمة في دعم التعاون بينها وبين الدول الإفريقية وسيقوم البنك بالتوسع تدريجياً في هذا البرنامج لبناء شراكات إستراتيجية مع كافة دوله الأعضاء. وأكد رئيس البنك على أن تكامل الدول الأعضاء يعطيها قوة تفاوض ومساومة أمام التكتلات الاقتصادية الدولية وبدون ذلك لن يكون لها موطئ قدم راسخ في السوق الدولية. وأضاف أن البنك الإسلامي للتنمية سيسخّر ما لديه من خبرات وطاقات مالية ومعرفية وعلاقات دولية وتوظيفها لتعزيز المسيرة نحو تنمية ورفاهية الدول الأعضاء ، كما سيعمل البنك مع رئاسة الكومسيك لبلورة مبادرات ملموسة بهدف السعي نحو مساهمة البنوك الإسلامية وصناديق التنمية في الدول الأعضاء لتوفير الآليات الملائمة لمشاريع استثمار تعزز التكامل والاندماج والتكاتف بين الدول الأعضاء. // انتهى //