يعد مشروع توسعة المسجد الحرام درة الأعمال الجليلة التي اضطلعت بها حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وعقد من اللآلئ التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور. وقد وضع هذا المشروع في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة العربية السعودية انطلاقا من إيمانها العميق أن تلك أمانة شرفت بها فتحملت مسؤولياتها حتى وفق الله تعالى قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل أداء للواجب واضطلاعا بالمسؤولية دونما انتظار شكر أو ثناء وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله سبحانه وتعالى وتسهيلا لأداء المسلمين مناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم. ويقف مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام معلما إسلاميا شامخا شاهدا على ما تقوم به المملكة من أعمال جليلة تهدف في مجملها إلى خدمة الإسلام والمسلمين. وقد روعي في تنفيذ المشروع أن يكون متميزا من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطا مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري. وشهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من 14 قرن ، نقلات معمارية كثيرة على مر العصور ؛ إلا أن التوسعة الأخيرة للحرم المكي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - شهدت تطوراً وتوسعاً أفقياً ورأسياً وخدمياً ، حيث تعد علامة بارزة في تاريخ عمارة المسجد الحرام ، علاوة لإيمان المملكة العميق بأن عمارة المسجد الحرام وتطويره والإنفاق عليه أمانة ومسئولية. وحظيت منطقة الحرم المكي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز آل سعود - حفظه الله - بالنصيب الوافر من الاهتمام والمتابعة والبذل ، فسجلت المشاريع العملاقة أكبر توسعة في تاريخ البلد الحرام ، فوُظِفَ العلم الحديث والمعرفة التقنية والهندسية والمعمارية لخدمة هذه المشاريع العملاقة ، ومن ذلك مشروع جبل عمر الذي يشتمل على عددٍ من الأبراج والوحدات السكنية والأسواق والمراكز التجارية والمرافق العامة . ومشروع أنفاق المشاة الذي يربط الساحات الشمالية للمسجد الحرام بمنطقة جرول ومنطقة الحجون ، يبلغ عدد العقارات المنزوعة لصالح المشروع 530 عقاراً ، إلى جانب عددٍ من المشروعات التطويرية التي وجه خادم الحرمين الشريفين بتنفيذها كمشروع طريق الملك عبد العزيز الممتد من خط مكةالمكرمةجدة السريع غرباً إلى منطقة جبل عمر ويشتمل على مسجد الملك عبد الله وحديقة عامة إضافة إلى المرافق العامة ، بالإضافة إلى مشروع تطوير منطقة الشامية ومشروع مستشفى أجياد الجديد وغيرها من المشروعات التي تجسد الاهتمام بتوفير الرعاية الشاملة لقاصدي هذه المدينة المقدسة لتكون مكةالمكرمة في مصاف العالم الأول ومدينة نموذجية في كافة المجالات. ويجري العمل حالياً في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الساحات الشمالية والشمالية الغربية للمسجد الحرام حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من هذا المشروع وسيكون مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد اكتمال مشروع التوسعة 400 ألف متر مربع تقريباً وبعمق 380 متراً مما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة ، وتقدر القيمة المالية لأكثر من ألف عقار منزوع لصالح المشروع في مرحلته الأولى والثانية ، أربعين مليار ريال سيتم صرفها لأصحاب العقارات ، فيما تواصل اللجان المكلفة بتقدير العقارات ونزع الملكيات أعمالها فيما تواصل الفرق الفنية المكلفة بالتنفيذ أعمالها للانتهاء من المشروع في الوقت المخطط له. // يتبع //