ألقى وكيل جامعة أم القرى الدكتور عادل بن محمد نور غباشي اليوم محاضرة قيمة عن عين زبيدة بمكةالمكرمة وتاريخها وأثارها ، وذلك ضمن فعاليات معرض التراث العمراني بمكةالمكرمة المصاحب لفعاليات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي تقام فعالياته في الرياض. واستهل المحاضر محاضرته التي أقيمت بقاعة الأمير فيصل بن فهد بمقر جامعة أم القرى بالعزيزية بسرد الجانب النظري للتعريف بزبيدة وأعمالها العمرانية في مكةالمكرمة وطريق الحج العراقي ، كما تناول عددا من المحاور منها نشأة عين زبيدة وقناتيها عين حنين وقناة عين عرفة في وادي نعمان وأعمال الإصلاح والترميم التي طالتها منذ القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر للهجرة وجهود الملك عبدالعزيز رحمة الله في إعمار عين زبيدة ووصف المناطق التي تمر بها قنوات عين زبيدة . كما تحدث عن أثار عين زبيدة حيث تتبعها من خلال استعراض وثائق وخرائط ولوحات تحكي قصة بنائها وطرازها المعماري وتميز المعماريين المسلمين وأساليبهم المعمارية لحمايتها وتسهيل جريان مائها وإيصاله طبيعياً إلى مكة دون آلات أو ضخ أو رفع لمسافة تقدر بنحو (40) كم. وتطرق المحاضر إلى أن زبيدة التي تسمى العين باسمها هي حفيدة مؤسس الدولة العباسية الخليفة أبوجعفر المنصور من خلال ابنه جعفر حيث أوضح الدكتور الغباشي أنها اشتهرت بأعمالها المعمارية الخيرية على طريق الحج الذي سمي باسمها ، واهتمت كذلك بإنشاء الاستراحات في (طرسوس) وعلى حدود ثغور الدولة الإسلامية مع الشام ،وحجت وأنفقت في حجها أموالا عظيمة تقرباً إلى الله تعالى ، وكان من ذلك سقيها الماء لأهل مكة وحجاج بيت الله الحرام. وتطرق الدكتور عادل غباشي إلى اهتمام الملك عبدالعزيز ( يرحمه الله ) لهذه العين حيث انه منذ ضمه لمكةالمكرمة بدأ عهداً جديداً من الأعمار والإصلاح لعين زبيدة وقنواتها وبركها والأسبلة والخزانات المرتبطة بها ، فازدادت كمية المياه عما كانت سابقاً وظهر لأول مرة في التاريخ أن القناة التي أسست منذ أكثر من (1200) سنة غير قادرة على استيعاب كمية المياه الإضافية ،مما يعد تطوراً في تاريخ عين زبيدة ، وقد ظهرت أثاره بزيادة كميات المياه الواردة إلى مكةالمكرمة لسقيا سكانها وحجاج بيت الله الحرام. وقدم المحاضر وصفا عن عين زبيدة ومسار قنواتها ووصفا للمناطق التي تمر عبرها. وفي نهاية المحاضرة فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور. // انتهى //