مثّل قيام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ماركيل بنشر رسالة مشتركة على أعمدة صحيفة / لوموند / الفرنسية بعد ظهر اليوم مفاجئة للعديد من المسئولين الأوروبيين في بروكسل وذلك قبل أربع وعشرين ساعة فقط من إنطلاق قمة حاسمة لمنطقة اليورو ومكرسة بشكل تام لإنقاذ آليات العمل النقدي والمالي الأوروبي على خلفية أزمة ديون اليونان. وقال مصدر أوروبي مطلع أن المفوضية الأوروبية ورئاسة الاتحاد الأوروبي إطلعتا على الرسالة التي تتحدث عن وجود ضرورة ماسة لمزيد من الضوابط على سير أسواق المال عبر وسائل الإعلام ولم يتم إبلاغهما بشكل مسبق. وتزداد الشكوك في قدرة الدول الأوروبية في تنسيق مواقفها بشكل فعلي رغم ما توحي به الرسالة المشتركة الفرنسية الألمانية . وأعربت كل من بولندا وبريطانيا غير الأعضاء في منطقة اليورو عن الاستياء لعدم توجيه دعوة لها للمشاركة في القمة الاستثنائية المكرسة لليونان. ويبدو أن موقفي ألمانياوفرنسا ورغم المبادرة المتخذة بين الرئيس الفرنسي ساركوزي والمستشارة الألمانية مركيل لا تزال متباينة وحتى متناقضة بشأن أفضل السبل للإدارة منطقة اليورو التي تتعرض لهجمات غير مسبوقة من أسواق المال وتشيكك المضاربين في صلابة العملة الأوروبية. وتقول المصادر إن فرنسا لا تزال متشبثة بإرساء نوع من الحكومة الاقتصادية أوروبية لحل مجمل إشكاليات منطقة اليورو وتوحيد السياسات الضرورية والتدقيق في الموازنات العامة للدول الأعضاء فيما تركز ألمانيا على ضرورة إعادة النظر في عقد الاستقرار النقدي الأوروبي وتشديد الضوابط والمعايير المتعامل بها وإلحقاق عقوبات أكثر صرامة بالجهات المقصرة والمتسيبة. ويبدو إن القمة الأوروبية الاستثنائية تم فرضها من قبل ألمانيا لأسباب داخلية وللحصول على الضمانات الكافية مقابل الإفراج عن المبالغ المالية لليونان. وتواجه عدة جهات أوروبية انتقادات الرئيس الأوروبي هرمان فان رومباي بسبب دعوته المبكرة لمثل هذه القمة غير الضرورية حسب رأيها بسبب استمرار التشكك في آلية إنقاذ اليونان وتقديم عدد من الأطراف الألمانية شكوى إمام المحكمة الدستورية في حين إن سلوفاكيا وهولندا قد لا توافقان في نهاية المطاف عمليا على الإفراج عن المبالغ المطلوبة منهما. وتقول المفوضية الأوروبية إن أي حل عملي لآلية إنقاذ اليونان والبدا في الإفراج عن الأموال لن يتم إرساؤها سوى يوم 12 مايو على الأقل. ويقول مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل على صلة بالإعداد للقمة إن اللقاء الأوروبي مساء الجمعة سوف يكرس دون شك لمجرد استخلاص دروس أزمة اليونان في مرحلة أولى ودون الذهاب إلى ما ابعد في مجال تحديد إستراتيجية ملزمة لمواجهة المضاربين أو كسر انف أسواق المال. كما إن الاجتماع قد يزيد من الغموض المصاحب للإدارة الأوروبية للازمة بشكل عام ويسهم في إضعاف أداء منطقة اليورو أكثر من تعزيز هياكلها ودعم مقوّماتها . م ر // انتهى //