قال معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ إن التطرف والغلو في الفكر أحد المسببات الرئيسة للإرهاب ، وخصوصاً الغلو المتصف بعدم قبول الرأي الآخر لأن من يتصف بهذا النوع من الغلو والتطرف يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة في التفاصيل والجزئيات فضلاً عن الكليات والثوابت التي لا يختلف فيها خصوصاً لأتباع الدين الواحد وتبعاً لهذا الادعاء فإن أصحاب هذا النوع من الآراء يحاولون دائماً إقصاء الآخر والآخر هنا يعني كل من يخالفهم في الرأي ولو جزئياً. وبين معاليه أن نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو في الدين ، فقد روى ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غداة العقبة ( أيها الناس إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) . كما وصفهم رسول الله عليه السلام بقوله ( يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتهم فاقتلهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ). وقال معالي رئيس المجلس في تصريح بمناسبة مؤتمر " الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف " الذي يعقد حاليا في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة " إن الدين الإسلامي الذي ارتضاه الله ديناً للبشرية جمعاء حفظ للإنسان ضروراته الخمس ، الدين والنفس والمال والعقل والنسل ، فالإسلام دين الرحمة الذي كفل أمن الإنسان، حيث ينعم المسلمون في حماه بالحماية الكلية؛ وفق ما أوضحه الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم ( إن دماء كم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ) ، ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) . وأشار معاليه إلى أن المملكة العربية السعودية لم تكن في منأى عن الإرهاب فقد تعرضت على مدى السنوات الماضية لعمليات إرهابية قامت بها فئة ضالة تطرفت في فكرها ودينها ، وخرجت عن مبادئ العقيدة الإسلامية وقيم الدين الحنيف فقتلت وأزهقت نفوساً بريئة، وروعت الآمنين ، وسعت إلى تدمير مكتسبات الوطن , والدين منهم براء. وأضاف " إن المملكة العربية السعودية التي ترفض وتدين الإرهاب بكل أشكاله وصوره واجهت بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني رجل الأمن الأول الإرهابيين وأصحاب الفكر الضال بحزم وقوة ، وكانت شجاعة رجال الأمن لهم بالمرصاد فقضوا عليهم وأحبطوا مخططاتهم الإرهابية ، بل أجهزت قوات الأمن على العديد من المخططات الإرهابية قبل تنفيذها بفضل من الله ثم بيقظة رجالها وحرصهم على محاربة الإرهابيين والقضاء عليهم في أوكارهم قبل تنفيذ عملياتهم الإرهابية ، والشواهد على ذلك كثيرة لا يسع المقام هنا لسردها". // يتبع //