بدأ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين سلسلة من الاجتماعات في بروكسل تخيّم عليها العديد من الخلافات الجوهرية بين دولهم بشان التعامل مع المسائل الداخلية الاوروبية والقضايا الدولية. وتأتي الاجتماعات قبل أربعة أيام من إنعقاد القمة الاقتصادية الاوروبية نصف السنوية الخميس والجمعة المقبلين والتي يتوقع أن تشهد مواجهة فعلية بين الدول الأعضاء بسبب الطريق المسدود الذي وصلت إليه إدارة الأزمة المالية في اليونان. وقال وزير خارجية اسبانيا ميغويل انغيل موراتيونس للصحفيين قبل إنطلاق الاجتماعات الوزارية الاوروبية انه يجب الدفع نحو انتزاع موافقة مبدئية من القمة الاوروبية يوم الخميس المقبل لتقديم دعم لليونان ورغم تردد ألمانيا. وتريد اسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية الاوروبية بلورة اتفاق الحد الأدنى بين الدول الاوروبية لإنقاذ القمة من الانهيار المتوقع بعد ان جددت ألمانيا رسميا على لسان المستشارة انغيلا مركيل تمسّكها بعدم تقديم أي دعم مباشر لليونان في المرحلة الحالية وجرّ أثينا في نهاية المطاف نحو الركون الى صندوق النقد الدولي. وتبحث الرئاسة الاسبانية والمفوضية الاوروبية عن حل توفيقي يسمح بتقديم معونة على الصعيد الثنائي من دولة إلى دولة مع تقديم ضمانات محددة لبرلين بان تلتزم أثينا ببرنامج تقشف صارم وغير مسبوق. وتصرّ الحكومة اليونانية من جهتها على سعيها في الحصول على القروض المالية الضرورية ولكن بشروط ميسرة وتطالب بتضامن شريكاتها معها في مواجهة المضاربين . ولا يتوقع المراقبون تسجيل اتفاق بين الوزراء الأوروبيين حول هذه المسألة بسبب تباين وجهات النظر، وسعي بعض الدول الى عزل ألمانيا سياسيا قبل القمة وما يحمله ذلك من مخاطر بشان وضعية العملة الأوروبية اليورو الي عرض لضغوط متعددة في أسواق المال. وهناك خشية كبيرة في بروكسل من ان تتسبب الأزمة اليونانية في تسجيل تصدع أوروبي خطير بين الدول التي تقودها ألمانيا وتضم السويد وهولندا ولكسمبورغ والنمسا الرافضة لأي تنازل في مجال التعامل مع ضوابط النقد الاوروبية وبين الدول التي تنتمي لجنوب أوروبا وتقودها فرنسا المهددة من الأزمة المالية والساعية لفرض آلية مساعدة أوروبية لليونان وعلى حسب معايير الاندماج النقدي. // يتبع //