أكد التقرير الدولي السنوي للتنمية البشرية لعام 2009 أن السماح للهجرة داخل البلاد وبين بعضها البعض على السواء يزيد من مساحة الحرية للأشخاص وينهض بمستوى حياة الملايين حول العالم. وقال التقرير الذي أطلق اليوم من مقر جامعة الدول العربية تحت عنوان / التغلب على الحواجز : قابلية التنقل البشرى والتنمية/ نعيش فى عالم متنقل بدرجة عالية حيث لا تعد الهجرة أمرا محتوما فحسب بل أيضا بعدا مهما من أبعاد التنمية البشرية .. مشيرا إلى أن ما يقرب من مليار شخص حول العالم يعدون من المهاجرين .. وأن الهجرة يمكن أن تعزز التنمية البشرية للأشخاص الذين يتحركون ولمجتمعات المقصد وللذين يبقون فى بلد المصدر كما يمكن أن ترفع مستوى دخل الفرد وتحسن فرص تعليمه وتمتعه بالصحة فى المستقبل . ولفت إلى أن معظم المهاجرين لا يعبرون الحدود الوطنية وإنما يتحركون داخل بلادهم .. موضحا أن المهاجرين يعززون الناتج الاقتصادى وأن الهجرة الوافدة عادة ما ترفع من فرص العمل فى المجتمعات المضيفة ولا تزاحم السكان المحليين فى سوق العمل وتحسن من معدلات الاستثمار فى أعمال تجارية جديدة ..محذرا البلدان التي يفد منها المهاجرون من أن الهجرة ليست بديلا للتنمية وأن القدرة على التنقل عادة ما تأتى بالجديد من الأفكار والمعارف والموارد للمهاجرين والبلدان المصدر بما قد يكمل التنمية البشرية والاقتصادية. وأوضح التقرير الدولي أن الركود الاقتصادى تسبب فى أزمة بفرص العمل وهو يمثل بوجه عام نذير شؤم للمهاجرين .. حيث انخفض عدد المهاجرين الجدد وشرعت بعض بلدان المقصد فى اتخاذ خطوات لتشجيع المهاجرين على الرحيل أو دفعهم إليه دفعا مطالبا باتخاذ الخطوات لإنهاء التمييز ضد المهاجرين ومعالجة بواعث القلق التى تعتري السكان المحليين وزيادة الوعي بحقوق المهاجرين . وأضاف أن أحد مصادر القلق التقليدية تجاه الهجرة هو نزوح العمالة الماهرة مثل المدرسين والأطباء والممرضين من البلدان النامية للبلدان المتقدمة وهو ما يسمى باستنزاف العقول مطالبا بعدم محاولة تقييد الهجرة واعتماد سياسيات إنمائية تعالج المشاكل الهيكلية الأساسية مثل الأجور المتدنية والتمويل غير الكافي والمؤسسات الضعيفة. وأكد التقرير أن معظم المهاجرين إلى الداخل والخارج يجنون مكاسب فى شكل دخل أعلى وإمكانية أفضل فى الحصول على التعليم والصحة وفرص نجاح أحسن لأطفالهم بينما يجنى الأفراد الأكثر فقرا فى العالم مكاسب بشكل نسبى من الهجرة النازحة. وخلص التقرير إلى القول أن الهجرة أيضا تؤثر تأثيرا كبيرا على جهود الحد من الفقر في أي بلد وهو أمر يكتسب أهمية فيما يتعلق بالهجرة الداخلية .. حيث أن تحرك الأشخاص من الأسر الفقيرة داخل الحدود أسهل كثيرا من التحرك عبرها. // انتهى //