أكدت الممثلة المقيمة لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي مارتا رويدس، في مناسبة إعلان «تقرير التنمية البشرية لدول العالم 2009» في الجامعة الأميركية في بيروت، أن الهجرة «تجلب مكاسب كبيرة في التنمية البشرية، وتزيد استخدام اليد العاملة وتشجع على الاستثمار». وأعلنت توصيات اعتبرتها مثابة سياسة في سبيل تحقيق التنمية، وقضت ب «تحرير القنوات التي تسمح للأفراد الذين يتمتعون بمؤهلات متدنية للعمل في الخارج». وحضّت على «تقليص تكاليف التحويلات المالية من الخارج، وتحسين نتائج أعمال المهاجرين ومختلف فئات المجتمع، وإيجاد فرص عمل داخلية». ولفتت إلى «وجود حوالى بليون مهاجر في العالم، منهم 740 مليوناً داخليون، و214 مليوناً مهاجرون عالميون، 60 في المئة منهم يتحركون بين دول نامية أو دول متقدمة، و37 في المئة يتحركون من دول نامية إلى دول متقدمة، و3 في المئة يتحركون من دول متقدمة إلى دول نامية». وتناولت رويدس حركة الهجرة إلى دول الخليج، وأشارت إلى أن «نسبة اليد العاملة المهاجرة إليها، قياساً إلى عدد المهاجرين في العالم، ستتطوّر من 0.3 في المئة عام 1960 إلى 8 في المئة عام 2010، وشكلت هذه النسبة من عدد السكان 4.6 في المئة عام 1960 وسترتفع إلى 38.6 في المئة عام 2010». وعرضت الخطوات الإصلاحية في الدول العربية، فأشارت إلى «تعزيز فرص انتقال اليد العاملة، ووضع آليات لمراقبة ظروف العمل والحياة للمهاجرين الأجانب». وصنّفت لبنان في المرتبة 83 عام 2007، بين 177 دولة في مجال تقويم التنمية البشرية. وأعلنت أن البرنامج «يسعى بالتعاون مع المديرية العامة للمغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، إلى «ترويج مشاريع إنمائية في المناطق غير النامية، وتطوير موقع إلكتروني للوصول إلى اللبنانيين المغتربين، والحصول على دعمهم ومساهتمهم». وتحدّث الاستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت جاد شعبان، عن وقائع الهجرة اللبنانية، لافتاً إلى «هجرة 550 ألف لبناني من الجيل الأول حتى عام 2005، وهم يشكلون 14 في المئة من سكان لبنان، وفي عام 2000 مثّل المغتربون 40 في المئة من القوى العاملة اللبنانية». وقدّر «معدل عدد المهاجرين السنوي بين 15 ألفاً و20 ألفاً». وأشار شعبان إلى أن «غالبية المهاجرين الذين توجهوا إلى دول متقدمة، يتمتعون بمؤهلات علمية عالية، ما يؤكد أن «هجرة الأدمغة واقع». وكشف أن «67 في المئة من اللبنانيين الذكور الحائزين على شهادات من الجامعات الأربع الأولى في لبنان، و45 في المئة من الإناث يعيشن في الخارج (بين 1995 و2005) وفق دراسة أعدتها الجامعة الأميركية في بيروت». وعرض الأسباب الدافعة إلى الهجرة، وتتمثل في «عدم الاستقرار السياسي، وكلفة المعيشة المرتفعة، والهوة بين اختصاصات المتخرجين وحاجات سوق العمل». وأشار شعبان إلى أن «لبنان يتلقى نحو 4.5 بليون دولار سنوياً تحويلات من المغتربين.