تحيي الجزائر هذا الأسبوع الذكرى الخمسين لأول تفجير نووي نفذته فرنسا الاستعمارية بالصحراء الجزائرية يوم السبت الثالث عشر من شهر فبراير عام 1960 تحت عنوان اليربوع الأزرق. وقد تميز هذا التفجير الأول من نوعه بقوة مفعوله حيث تجاوز 7 كيلو طنا وهو ما يعادل حسب خبراء التجارب النووية 3 مرات قنبلة هيروشيما وناغازاكي اللتين ألقتهما الولاياتالمتحدةالأمريكية شهر أغسطس عام 1945 أواخر الحرب العالمية الثانية باليابان. وتتضمن فعاليات الاحتفالات بهذه الذكرى الأليمة ، تنظيم مئات الندوات والمحاضرات واللقاءات الإعلامية بالجامعات والثانويات والمدارس وبمختلف مقرات المنظمة الوطنية للمجاهدين ومنظمة أبناء الشهداء والكشافة الإسلامية الجزائرية على المستوى الوطني، والتي سيكشف من خلالها الخبراء والمؤرخين والأساتذة الجامعيون وبعض المجاهدين وشهود هذه الكارثة التاريخية ، الآثار المدمرة التي خلفها هذا التفجير النووي على الإنسان والبيئة عموما ، علما أن ضحايا التفجير قد تجاوز عددهم إلى يومنا هذا 42 ألف ضحية بين قتيل وجريح ومعاق وفاقد للسمع أو البصر ومصاب بمختلف أنواع السرطانات التي بلغ عددها 12 سرطانا ولاسيما سرطان الجلد فضلا عن التشوهات الخلقية التي أصابت مئات المواليد وكذا عمليات الإجهاض الاضطرارية التي تعرضت لها نساء المناطق الصحراوية المجاورة للتفجير النووي . وأما الأضرار البيئية فمنها هجرة الطيور وهروب الحيوانات التي كانت تعيش بهذه المنطقة وظهور أمراض نباتية لم تعهدها المنطقة إضافة إلى جدب آلاف الهكتارات وفساد تربتها فضلا عن إصابة الحيوانات بأمراض غريبة وخطيرة منها مرض / الحيران / كما يسميه سكان المناطق الصحراوية المتضررة من الإشعاعات النووية والذي يصيب صغار الإبل سنويا ويؤدي في كثير من الحالات إلى موتها. // يتبع //