أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل . وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة اليوم أن أمة الإسلام لا تزال بخير وسلامة ورقي ما شاعت بينهم روح التعاون والتكافل والشعور بالآخر بعيدا عن الأنانية والأثرة وهي لا تزال بخير أيضا ما أحس الغني بمسغبة الفقير . وقال // إن أي أمة يرى في واقعها هوة وجفوة ووحشة وتنافر بين الغني والفقير والصغير والكبير والشريف والوضيع لهي أمة مفككة الأواصر أمة أفئدة ذويها هواء أمة فاقدة لأبسط مقومات الرقي والاستقرار والتوازن الاجتماعي والاقتصادي المنبثق عن روح التدين والإيمان بأن الإسلام شريعة للفرد والجماعة ومنهج اقتصادي وثقافي واجتماعي وسياسي على حد سواء ألا وإن من أعظم ما يشد من أزر المجتمعات ويوثق الصلات بين المجتمعات ماديا واجتماعيا فيها هي الأوقاف الشرعية الخيرية .. نعم الأوقاف التي ميز الله بها أمة الإسلام عن من سواها كونها تحفيزا لوجوه البر وذلك من خصائص أمة الإسلام من بين سائر الأمم . وبين فضيلته أن شجرة الأوقاف الخيرية تمتد جذورها إلى عهد صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه فإنه كان أجود الناس وأبر الناس وأتقى الناس دعوة إلى التلاحم والتآخي وأحزم دلالة على رفع الفقر وكف المسغبة امتثالا لأمر خالقه جل وعلا . وقال الشيخ سعود الشريم // الوقف نوع من أنواع الصدقات المندوبة غير أنه أفضلها وادومها وأتقنها وأعمها , الوقف علو للواقف وعزيمة مؤكدة للقضاء على الجشع والشح وحب الذات , الوقف رحمة وإحساس نبيل ودعم بالغ لاقتصاد المجتمع المسلم لأن الأوقاف الخيرية تعد من أهم مقومات المجتمعات الناجحة اقتصاديا إذ يمثل احد محوري الاقتصاد وهو المحور الأهلي المؤسسي . وأكد أن الوقف هو أحد الأمور الثلاثة التي لا تنقطع بوفاة المرء وفراقه للحياة الدنيا إذ هو الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم //إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له // . وأضاف // لقد بلغت امة الإسلام في الأوقاف ذروتها التي لم يصل إليها احد من قبل فأقاموا المؤسسات الاجتماعية لوجوه البر والخير فأوقفوا للعلم وللقضاء والصحة والفقر والقران وحفظته وللمساجد والمدارس والأئمة والعلماء وغير ذلك حتى قضوا بذلكم على بواعث الشح التي يؤز إليها الشيطان أزا ليرهبهم بالفقر وخوف العيلة فكان سلاحهم في ذلك قول الله تعالى// الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم// . // يتبع //