واصل وزراء البيئة في العالم اليوم في كوبنهاغن مفاوضاتهم للتوصل إلى اتفاقية تدشن عهدا جديدا في مكافحة التغير المناخي خلف أبواب مغلقة في الوقت الذي تواصلت التظاهرات. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدى وصوله اليوم إلى العاصمة الدنماركية عن تفاؤل حذر بشأن نتائج المفاوضات الجارية في مؤتمر كوبنهاغن. وقال بان كي مون // علينا أن ننتظر نهاية المؤتمر لنرى جدية الرسالة التي سيبعث بها حول التغيرات المناخية، لكنه اعتبر أن الأسبوع الأول من الأعمال شكل بداية حسنة وأن حضور رؤساء الدول والحكومات هو مؤشر حسن يدل على أن رسالة مهمة يجب أن توجه إلى كل واحد //. وينعقد المؤتمر بهدف السيطرة على انبعاثات الغازات المسببة للارتفاع الحراري والناجمة عن احتراق الفحم الحجري والنفط والغاز عبر منع حرارة الشمس من الانعكاس وحبسها وزيادة حرارة جو الأرض. ويتعين على وزراء البيئة المجتمعين برئاسة الوزيرة الدنماركية السابقة كوني هيدغارد بتحويل مسودة الاتفاق المناخي التي تواجه الكثير من المشاكل، إلى اتفاق تاريخي حول التغير المناخي يمكن أن يصادق عليه نحو 120 من قادة العالم يوم الجمعة المقبل. ويؤكد العلماء أن العالم بحاجة إلى تحرك سريع وجذري خلال السنوات العشر المقبلة حتى لا ترتفع حرارة الأرض بصورة تؤدي إلى حدوث موجات من الجفاف والفيضانات والعواصف وارتفاع مستويات البحار، الأمر الذي سيؤدي إلى موجات من المجاعة والنزوح والفقر تصيب الملايين من البشر. وينقسم أعضاء المؤتمر إلى أربع مجموعات حول مشروع الاتفاق الجاري مناقشته تبعا لمصالح كل منها وهذه المجموعات هي الدول النامية التي تطالب الدول الصناعية الغنية بخفض كبير وملزم لانبعاثاتها وبتمديد بروتوكول كيوتو وبمنحها مئات مليارات الدولارات لمساعدتها على مواجهة التغير المناخي. وتضم المجموعة الثانية الدول الكبرى الناشئة التي تواجه ضغوطا لإعلان التزامات طموحة بصورة طوعية، وتمثل المجموعة الثالثة الولاياتالمتحدة التي تقوم بمراجعة سياسات المناخ المعتمدة في عهد جورج بوش الذي رفض بروتوكول كيوتو، وتمارس ضغوطا على الاقتصاديات الصاعدة. والمجموعة الأخيرة هي الاتحاد الأوروبي الذي يؤكد انه يتقدم الجميع في خفض الانبعاثات والوعود التي قدمها على المدى القصير لمساعدة الدول الفقيرة حيث ويتردد الأوروبيون في التوقيع على اتفاق قبل أن تقدم الولاياتالمتحدة والدول الناشئة التزامات اكبر. من جانب آخر اعتقلت الشرطة الدنماركية نحو 200 محتج في تظاهرة أخرى على هامش المحادثات، بعد يوم من عملية اعتقال واسعة للمتظاهرين. // انتهى //