اعتذر رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود اليوم رسميا عن سنوات طويلة من إساءة المعاملة والمعاناة للألآف من اليتامى والأطفال الفقراء مجهولي النسب في الغالب والذين أرسلوا إلى استراليا من بريطانيا في العقود الماضية. ومن المقرر أن يعتذر أيضا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لنحو سبعة الآف طفل أرسلوا من بريطانيا إلى استراليا في الفترة من 1930 إلى 1970م في إطار برنامج /الأطفال المهاجرون/. وقال رود الذي كان يتحدث في البرلمان الاسترالي أمام حشد من نحو 900 من اليتامى السابقين /الذين اشتهروا بالاستراليين المنسيين/ إن السياسة الاسترالية السابقة كانت مخجلة وفترة قبيحة في التاريخ أدت إلى معانة وضرر عاطفي ونفسي وغياب للحب و الرعاية. وأضاف رئيس الوزراء الاسترالي //نحن ننظر إلى الماضي بخجل لأن كثيرين جدا منكم تركوا للبرد والجوع وحدهم دون وجود مأوى أو حتى شخص يلجأون إليه على الإطلاق//. واستطرد رود قائلا //نحن ننظر إلى الماضي بخجل كيف سمح لهؤلاء الذين لديهم سلطة بإساءة معاملة هؤلاء الذين لا حول لهم ولا قوة//. وأذيع اعتذار رود على الهواء مباشرة على التليفزيون الوطني الاسترالي، وجاء بعد اعتذار رود في عام 2008م إلى ما سمى ب/الجيل المسروق من السكان الأصليين/ الذين انتزعوا من أسرهم وتم تربيتهم في مؤسسات ومدارس للبيض طبقا ليسياسة الاستيعاب التي استمرت حتى أواخر ستينيات القرن الماضي. وقال رود إنه يأمل أن يساعد الاعتذار في تضميد بعض الجراح الطويلة. ولكنه امتنع عن تقديم تعويض وبدلا من ذلك عرض تقديم المزيد من المشورة والمساعدة للمكتبة الوطنية لجمع القصص الفردية. وكان قد تم إرسال عشرات الألآف من الأطفال الفقراء واليتامى من بريطانيا إلى دول في الكومنولث البريطاني استراليا وكندا مع وعود بحياة أفضل. ولكن الكثيرين من الذين أرسلوا إلى استراليا انتهى بهم الأمر إلى الإهمال وإساءة المعاملة وحتى الاغتصاب والعمل الإجباري في المزارع أو المؤسسات على غير رغبتهم. // انتهى /