تناولت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم جملة من القضايا الإقليمية والدولية، وأولت اهتماما ملحوظا بالبعض منها نظرا لتأثيراتها على الساحتين السياسية والأمنية العالمية. وقد تداولت جل الصحف التصريحات التي أدلت بها البارحة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إثر التقائها برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي والتي دعت من خلالها الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين دون المطالبة بتجميد عمليات الإستيطان الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون انحيازا مفضوحا لإسرائيل في ظل الصمت الدولي والأممي على الإعتداءات المتتالية على المقدسات الفلسطينية واستمرار سياسة التهويد والإستيلاء القسري على أراضي الفلسطينيين لبناء المزيد من المستوطنات وخاصة بالقدس الشرقية وبالضفة الغربية. و تساءلت بعض التحاليل الصحفية عن طبيعة القرارات التي سيصدرها الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي بمدينة جدة حول انتهاكات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والحركات اليهودية المتطرفة للحرم القدسي الشريف. وقد تعالت أصوات من داخل الإجتماع حسب بعض الصحف للمطالبة بضرورة محاكمة كل من يقف وراء هذه الأعمال الإجرامية التي أكدت عنصرية إسرائيل وإهانتها لمعتقدات ومقدسات المسلمين. وعن الوضع الأمني المتدهور والخلافات السياسية التي تطبع يوميات العراقيين تثير فضول واهتمام العديد من الصحف الجزائرية التي اعتبرت الإنفجارات التي شهدتها يوم أمس سوق محافظة بابل والدورة والرمادي، دليلا آخر على هشاشة الوضع ، الأمر الذي يستدعي حسب ذات الصحف المزيد من الجهد الوطني والدولي. وفي تصريح غير مسبوق دعا النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب ، سلفا كير ، الجنوبيين إلى الإستفتاء عام 2011 من أجل استقلال الجنوب عن الشمال مضيفا بأن التصويت لوحدة السودان يعني بقاء سكان الجنوب كمواطنين من الدرجة الثانية. وتساءلت الصحف التي تناقلت الخبر عن جدوى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإقليمية التي سيشهدها السودان شهر أبريل من السنة المقبلة 2010 ، إذا كان الجنوبيون يستعدون للإنفصال عن الوطن الأم ؟ وعلى صعيد آخر أكدت صحف اليوم عزم السلطات الإيرانية على مواجهة أي تحرك للمعارضة يوم الرابع من شهر نوفمبر الجاري احتفالا بالذكرى الثلاثين لاقتحام السفارة الأمريكية عام 1979 من قبل طلبة جامعة طهران، وتناقلت الصحف بموازاة ذلك التصريح الذي أدلى به الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد والذي أكد فيه عدم ثقته في المفاوضات الجارية مع الدول الغربية بخصوص الملف النووي استنادا للتجارب السابقة مع هذه الدول كما أضاف أحمدي نجاد. وبخصوص الملف الأفغاني أثار انسحاب عبد الله عبد الله وزير خارجية أفغانستان السابق من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية تساؤلات الكثير من الصحف عن مصداقية الانتخابات التي ستجري في اتجاه واحد حيث سيجد الرئيس الحالي حامد قرضاوي نفسه وحيدا ودون منافس على الساحة الانتخابية وهذا يعني ضمان فترة رئاسية ثانية حسب ما أفادت به ذات المصادر. وفي باكستان اعتبرت الصحف سيطرة الجيش على مواقع قيادة طالبان انتصارا كبيرا في انتظار الجديد مع الأيام القليلة القادمة ، خاصة بعد تأكيدات الحكومة بضرورة القضاء النهائي على من تصفهم بالإرهابيين وبالمجرمين. ولم تغفل الصحف الحديث عن قضايا دولية أخرى لا تقل أهمية عن القضايا المذكورة منها الوضع السياسي في مصر على خلفية التصريحات التي أدلى بها جمال مبارك نجل الرئيس المصري، محمد حسني مبارك على هامش فعاليات المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم والتي أكد فيها بأن الحزب لا يحتكر الساحة السياسية في مصر رافضا محاولات المغالطة و التشويه التي يقودها البعض ضد حزبه. وتناولت الصحف مواضيع أخرى منها الوضع في الصومال وفي غينيا وفي فرنسا على خلفية إحالة أول رئيس جمهورية فرنسي في تاريخ هذا البلد إلى القضاء، ويتعلق الأمر بالرئيس السابق جاك شيراك، المتهم باختلاس أموال عامة في قضية 35 وظيفة وهمية مفترضة خلال الفترة الممتدة من عام 1983 إلى سنة 1998 . // إنتهي //