تجري في العاصمة الأمريكيةواشنطن يوم الثلاثاء المقبل أعمال القمة السنوية الاوروبية الأمريكية وسط تصاعد مناخ من انعدام الثقة بين ضفتي الأطلسي والتشكيك في صلابة التحالف الأوروبي الأمريكي وفي قدرة الطرفين على إبداء جبهة موحدة في مواجهة المجالات الدولية الرئيسة الأخرى. ويرأس أعمال القمة من الجانب الأمريكي الرئيس باراك اوباما والذي ينظر إليه الأوروبيون على كونه أول رئيس أمريكي لا يبدي أهمية خاصة للعلاقات مع الإتحاد الأوروبي ويفضل التركيز على حل الإشكاليات التي تواجه بلاده عبر مقاربة أكثر قبولا بالتعاطي مع قوى دولية أخرى أكثر التصاقا بالمصالح الأمريكية وخاصة الصين. ويشارك في القمة عن الجانب الأوروبي رئيس وزراء السويد فردريك راينفيلد الذي تتولى بلاه الرئاسة الدورية الاوروبية إلى جانب رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه باروزو وعدد آخر من كبار المسئولين الأوروبيين. وتتمحور أعمال القمة على معاينة عدد من المسائل الثنائية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها جس كل طرف لموقف الطرف الآخر بالنسبة لأهم قضية معلقة يبنهما والمتمثلة في سبل بلورة اتفاق دولي حول التقلبات المناخية في قمة المناخ المقبلة في الدنمرك. واخفق زعماء الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم الأخيرة الخميس والجمعة الماضين في بروكسل في صياغة موقف أوروبي متقدم وملزم في مجال المساهمة الفعلية والمحددة والمبرمجة في تمويل جهود الدول النامية في هذا الملف مما يعد بمثابة رسالة ضغط على الشريك الأمريكي بالدرجة الأولى وما يحمله ذلك من مخاطر لتفاقم سوء الفهم بين الطرفين الأوروبي والأمريكي. ويريد الأوروبيون التزاما صريحا من الولاياتالمتحدة بالمشاركة في الجهود المالية الضرورية لوقف الاحتباس الحراري إلا أن واشنطن ترى إنها تبذل جهودا موازية في ملفات حيوية أخرى مثل إدارة الحرب في أفغانستان والعمل على استعادة الانتعاش الاقتصادي وتعد ذلك جهدا يصب في المصلحة الاوروبية أيضا. // يتبع //