تتجه الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اعتماد خطط عملية محددة لتنظيم رحلات جماعية بهدف ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى دولهم الأصلية وذلك في أول خطة لها من هذا القبيل. وأوصى زعماء دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين وحسب وثيقة نشرت في أعقاب اجتماعهم على مستوى القمة في بروكسل المفوضية الأوروبية بوضع الإطار العملي لتسيير مثل هذه الرحلات التي ستتمثل في وضع برامج مشتركة بين مختلف الدول الأوروبية لطرد وإبعاد المهاجرين غير الشرعيين بعد تجميعهم في رحلات مشتركة ووفق الوجهة النهائية لهم. ومن المقرر أن تتولى الوكالة الأوروبية للحدود الخارجية ( فرونتيكس ) الإشراف على عمليات الإبعاد العملي للمهاجرين غير الشرعيين فيما تتحمل المفوضية الأوروبية شق التمويل. وكانت عمليات الإبعاد والطرد تتم على المستوى الوطني ولكن فرنسا وايطاليا تقدمتا بشكل رسمي بمشروع محدد أمام القمة الأوروبية لتوحيد إجراءات الطرد في مبادرة تهدف إلى تخفيف الانتقادات الموجهة إلى الحكومات الأوروبية في ملف إدارة الهجرة. وقامت فرنسا مؤخرا بإبعاد عدد من الرعايا الأفغان وأعادتهم إلى بلادهم بشكل قسري مما أثار العديد من الانتقادات بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أعقاب قمة بروكسل إن أي شخص لا يملك أوراق هوية شرعية فوق الأراضي الأوروبية سيتم إبعاده. ودعا ساركوزي إلى إرساء ما سماه بحرس أوروبي للحدود الخارجية الأوروبية وإبداء مزيد من التضامن مع دول الجنوب الأوروبي في مجال اقتسام أعباء الهجرة السرية. وتلقت الأوساط الأوروبية في بروكسل بحذر كبير مقترح تنظيم رحلات جماعية لطرد المهاجرين. وقال مصدر في المفوضية الأوروبية انه لا يمكن للجهاز التنفيذي الأوروبي تمويل عمليات الإبعاد لأنه لا يمتلك الموازنة الضرورية لذلك ولأن نقل الملف إلى الصعيد الأوروبي يهدف في الواقع إلى نقل المسؤولية إلى مستوى إضافي لا تبدو أوروبا قادرة على القيام به. وقال مفوض الأمن الأوروبي جاك بارو إن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه مؤسساتيا وقانونيا تعويض الحكومات الأوروبية في المجال الأمني تحديدا. // انتهى //