تراجعت بشكل كبير فرص تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كأول رئيس للاتحاد الأوروبي. ويعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قمة الخميس القادم في بروكسل من المتوقع أن تخيم عليها عملية اقتسام النفوذ وتوزيع المناصب داخل الاتحاد الأوروبي وبما في ذلك معاينة إشكالية تعيين رئيس للاتحاد لفترة عامين ونصف العام. وفي مؤشر جديد على تراجع فرص بلير والذي ورد اسمه حتى الآن كمرشح وحيد للمنصب أعلن رئيس وزراء لكسمبورغ جان كلود جونكر في تصريحات نشرت في بروكسل اليوم أنه سيفعل كل ما في وسعه لصد الباب في وجه توني بلير. وكان وزير خارجية لكسمبورغ جان السبرون إتهم في مقابلة نشرت يوم 8 أكتوبر الجاري بأنه كان شديد الالتصاق بالإدارة الأمريكية السابقة وأنه لا يمتلك القدرة على تمثيل المصالح الاوروبية. وأعلن مستشار النمسا فرنير فيمان عن رفضه هو الآخر استلام بلير منصب رئاسة الاتحاد.. فيما حددت دول البينيلوكس الثلاث هولندا وبلجيكا ولكسمبورغ شروطا محددة لنيل المنصب يستشف منها إنها وضعتها بهدف إقصاء توني بلير. وتمتع بلير حتى الآن بدعم فرنسي صريح ولكن باريس وأمام معارضة شريكاتها باتت تتراجع خشية تسجيل قطيعة جدية في صفوف الاتحاد خاصة أن كل الدول تتمتع بحق النقض عند التصويت النهائي على القرارات الهامة. ووجه عدد من النواب الألمان ضربة إضافية لتوني بلير بنشرهم عريضة مناهضة له وتطالب صراحة بأن يكون الرئيس المقبل للاتحاد الأوروبي منتميا لدولة اعتمدت كافة السياسات الاوروبية اي الشؤون النقدية وإتفاقية شنغن والسياسة الضريبية وهو ما لم تقدم عليه بريطانيا. وتعد خطوة البرلمانيين الألمان مؤشرا واضحا على رفض المستشارة الألمانية انجيلا مريكل لتمكن بلير من منصب فاعل داخل المؤسسات الاوروبية. وتجري شائعات أن بريطانيا قد تقبل بمنصب وزير الخارجية الأوروبي الجديد في شخص ديفيد مليباند وزيرها الحالي للشؤون الخارجية وتتخلى بذلك نهائيا عن توني بلير . ويبدو جان بيتر بالكناندة رئيس الوزراء الهولندي الأكثر تأهيلا لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي بالنسبة للعديد من الدول الأوروبية لكونه ينتمي إلى دولة صغيرة ومؤسسة للاتحاد الأوروبي والتزامه بالسياسات المشتركة . // انتهى //