انتقل إلى رحمة الله الأستاذ مولاي بلحميسي رائد المؤرخين الجزائريين عن عمر يناهز 79 سنة. ويعتبر الفقيد الذي ولد شهر يناير عام 1930م بمدينة مازونة بالغرب الجزائري أحد أكبر الباحثين الجزائريين الذين تركوا آثارا علمية لها وزنها على الساحة العلمية والفكرية بالجزائر وبمنطقة المغرب العربي. وقد تتلمذ سنوات الاستعمار بالمدارس القرآنية كغيره من أبناء الجزائر آنذاك ليواصل دراساته بعد ذلك حتى حصوله على شهادة ليسانس في الآداب عام 1958 ثم دكتوراه الدولة في التاريخ عام 1986 من جامعة بوردو بفرنسا. واشتغل أستاذا بجامعة الجزائر طيلة أكثر من 30 سنة نشر خلالها مئات المقالات في المجلات والدوريات المتخصصة داخل الجزائر وخارجها فضلا عن تأليفه العديد من الكتب التاريخية أهمها كتاب تاريخ البحرية الجزائرية من عام 1516 إلى سنة 1830 وكتاب الجزائر مدينة الألف مدفع وكتاب معركة الزلاقة بالأندلس سنة 1086. وقد كانت له نشاطات علمية وفكرية بالجزائر وبالعديد من الدول العربية والأوروبية حيث كان عضوا شرفيا بمعهد أتاتورك بأنقرة التركية كما كان يشغل منصب نائب لرئيس الجمعية الدولية للمؤرخين بمنطقة المتوسط. ويعرف في الأوساط الجامعية الجزائرية بأنه عميد المؤرخين الجزائريين ويتميز عن نظرائه الأساتذة بالذاكرة القوية وبغزارة المعلومات التاريخية وبجهوده في مجال البحث التاريخي. وقد ساهم في إنجاح الكثير من الأعمال التاريخية ولاسيما تلك المتعلقة بتاريخ الجزائر من خلال مشاركته الفعالة وإسهاماته المتعددة في الملتقيات والندوات. وفضلا عن ذلك كان الدكتور مولاي بلحميسي أستاذا زائرا للعديد من الجامعات العربية والأوروبية وأشرف على تأطير المئات من طلبة الدكتوراه في مادة التاريخ بالجزائر وببعض الدول العربية. // انتهى // 1329 ت م