أكد معالي رئيس المجلس الأعلى للقضاء عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن وسطية الإسلام الحق هي الأساس لتعزيز الأمن الفكري ، مشيرا إلى أهمية دور الباحثين والمهتمين بمجال الأمن في التنبيه على أن تجاهل مبادئ الإسلام وأخلاقه الرفيعة يمثل انحرافا فكريا باتجاه الغلو والتطرف أو الانحلال . وقال الشيخ ابن حميد في كتاب "الأمن الفكري في ضوء مقاصد الشريعة" الذي أصدره كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود ، // أن ضبط سلوك الأفراد قد يتحقق بوسائل القوة والعقاب والثواب ، إلا أن الأمن الفكري لا يتحقق إلا بالإسلام شريعة ومنهجا على الوسطية الحق والحنيفية السمحة // . وأعرب رئيس المجلس الأعلى للقضاء في مقدمة الكتاب ، عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لمبادرته الكريمة بتأسيس كرسي دراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود ، في إطار جهوده لحماية أمن الوطن والمواطن ، لا فتا النظر الى أن هذا الكرسي يسهم في إذكاء روح الطرح العلمي الحضاري للفكر الإسلامي المعتمد على الثوابت الشرعية ، الواعي بحقائق الحياة المعاصرة ، ويعزز مبدأ الحوار الفكري والثقافي المؤسس على الوسطية والاعتدال والمنهج العلمي ، ويساعد على صيانة الأمن الفكري للفرد والمجتمع . وأوضح أن الأمن بمعناه الشامل من أهم مكونات ومقومات بناء الدولة ، وضرورة لقيام الدين والحياة وعامل أساسي لاستقرار الشعوب ، وأن أمان الأفكار وسلامتها من الخلل والإنحراف هو الركيزة الأولى لتحقيق هذا الأمن الشامل ، مؤكدا أن ارتكاب الإثم والمعصية وعدم إقامة الواجبات المفترضة وترك الأحتكام للشريعة والحفاظ على عزتها ومكانتها ، وحصر الدين في المساجد تمييع وتفريط وخلل في الفكر والسلوك ، وانحراف عن جادة الحق والصواب . وتطرق الشيخ ابن حميد إلى مفهوم الأمن ، موضحا أن هذا المفهوم يتسع ليشمل مضامين متعددة تتداخل مع شتى أنظمة الحياة ، بما في ذلك الإصلاح الاجتماعي والقضاء بالعدل والتربية والإرشاد ، كما تطرق إلى مكانة الأمن في النصوص الشرعية التي بلغت مرتبة الضرورات ، والتي يتحقق بها صلاح الدنيا بصلاح الدين . وقدم معاليه تأصيلا شرعيا للأمن الفكري وعلاقته بمقاصد الشريعة وموجبات حماية الأمن الفكري ، كما عرض نماذج من جهود المملكة في تحقيق الأمن الفكري ، مؤكدا أن أمن المجتمعات من أعظم مقاصد الشريعة ، وبه يتحقق حفظها ، وأن أي إخلال بالأمن وزعزعة للاستقرار وإرهاب للمستأمنين إنما هو إفساد في الأرض وإجرام في حق الخلق ناقض مقصد التشريع . //يتبع// 1539 ت م