السمح نبته برية تنمو تلقائيا وتعتمد على مياه الأمطار والتي تشتهر بها منطقة الجوف (شمال المملكة العربية السعودية ) وهي غنية بالبروتين والألياف ونسبة الرماد الذي يزود الجسم بالأملاح حيث أجرت جامعتي فرجينيا الأميركية وجامعة الملك سعود بالرياض بحوثا تحليلية على السمح واتفقتا على انه غني بالمعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم والمنجنيز والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والزنك والنحاس بالإضافة إلى فيتامين ج والسكريات. وتخزن حبوب السمح لمدة طويلة جدا في أماكن جافة وتحافظ على خصائصها الغذائية ويمكن للإنسان تناولها بعد تلك المدة الطويلة من السنين. وتكثر نبتة السمح تحديدا في سهل البسيطا بمنطقة الجوف وتنمو بعيدا عن تدخل الإنسان بعد هطول الأمطار على أرض مستوية رملية خالية من الحجارة حيث يقدر مساحة سهل البسيطا بنحو 7 ألاف كيلومتر مربع. وكانت مهمة جمع السمح في القدم من اختصاص النساء فقط، ثم انتقلت إلى الرجال في العصر الحالي، حيث يتم جمع نبتة السمح الصغيرة، التي لا يتجاوز ارتفاع طولها عن الأرض ما بين 15 إلى 20 سنتيمترا، وتشبه أوراق السمح أصابع الطفل الصغيرة وتكون ممتلئة بالماء ولها أزهار بيضاء، بعد الجمع تنقع في الماء حتى تنفك الأكمام التي تضم الحبوب وتسقط في الماء وتنزع قشور النبات الطافية على الماء وتستخلص حبوب السمح وتجفف من الماء، وتحفظ الحبيبات بسنابلها في أمكان جافة، بعيدا عن الرطوبة. وتمتاز حبوب السمح بالقساوة والقوة لدرجة أنها تتحمل ثقل سيارة ولا تتكسر. كما يستخدم السمح كدقيق البر في إعداد الكيك والخبز والعصيد، كما أنه يحمص لصناعة (البكيلة) وهي أكلة شعبية تشتهر بها الجوف وهي عبارة عن تمر الحلوة الذي يخلط مع السمح والسمن البلدي . وينمو السمح مع بداية موسم الأمطار المعروف باسم (الوسم) في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) ويتم حصده في شهر أغسطس (آب)، وكلما كثرت الأمطار كثرت نسبة نموه، ويعد نادرا الآن لقلة هطول الأمطار0 ويحتوي السمح على قرابة 22.5 في المائة من البروتين وبهذا فهو يماثل البقوليات مثل الحمص والعدس ويفوق القمح كما يحوي قرابة 54 في المائة من السكريات ونحو 4.5 في المائة دهون وتصل نسبة الألياف فيه إلى قرابة 9 في المائة. ويعد نبات السمح منشطا للجهاز المناعي للإنسان كما أنه يساعد على الهضم بسبب وجود نسبة عالية من الألياف فيه. // انتهى // 1024 ت م