جذبت الفنون الشعبية المتعددة التي تقدمها يومياً منطقة الجوف من خلال مشاركتها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثالث والعشرين زوار المهرجان من مواطنين ومقيمين وأجانب اكتظت بهم الساحة الرئيسية امام بيت الشعر الجوفي. حيث يقدم عدد من الشعراء من منطقة الجوف قصائد شعرية نبطية من مختلف اغراض الشعر وتقديم العرضة السعودية والسامري والدحه التي يؤديها اعضاء فرقة الفنون الشعبية بالاضافة العزف على الربابة والهجيني. وأكد حسن خليفة رئيس وفد امارة الجوف ان الهجيني نشيد غنائي يؤديه شخص أو شخصان أو أربعة على ظهور الهجن وغالباً ما يكون الشعر في الغزل أو الوجد أو الحزن 0وله الحان كثيرة ويحتوي بيت الشعر الجوفي على العديد من المقتنيات النادرة المصنوعة بالطريقة اليدوية مثل البسط والشداد ومشغولات السدو 0والوجار الذي يتم اشعال النار فيه لعمل القهوة والشاي والكمار وهو الخزانة التي تعرض فيها الدلال والاباريق والمباخر والمفواح والبن والهيل وتمر الحلوة الذي يقدم للضيوف. ويلفت نظر الزائر لموقع السوق الشعبي في المهرجان للتراث والثقافة الاقبال الكبير على احد المحلات التي تعرض نوعا من النباتات البرية قليلة الانتشار والتي تمتاز بها منطقة الجوف والمعروف باسم (السمح) وذلك لفائدته الغذائية. ويقول مرشد الشراري الذي يمارس حرفة السمح منذ كان عمره ست سنوات ان نبات السمح نبات حولي ينبت من جراء امطار الموسم التي تصيب منطقة (بسيطا) في الجوف مؤكداً انه يواجه مشقة في عملية جنى ثمار السمح حيث يقوم بالبحث عنه في براري شمال المملكة وبعد ان يقوم بجمع الاشجار واستخراج الثمار وتخزينها حيث انها تتخزن الى اكثر من ثمانين عاماً دون ان تتلف شرط أن لا تتعرض للرطوبة. واضاف الشراري قائلاً انه يقوم باستخراج حبيبات من هذه الثمار بعد مزجها بالماء وتطحن وتضاف حسب الرغبة او مع التمر وهي الاكلة المفضلة بشكل كبير او الخبز او العصيد حيث تمزج مع زيت زيتون او سمن بلدي ويباع باسعار مختلفة واثبتت الدراسات المخبرية ان السمح يحتوي على مادة البروتين بنسبة 23% فيها ثمانية عناصر معدنية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والكالسيوم والحديد والمنجنيز والزنك والنحاس حيث ان هذه العناصر مفيدة للجهاز المناعي عند الانسان وتحتوي على نسبة الالياف بقدر 5.9% الذي يقوم بتزويد الجسم بالاملاح 6% . وقال المشرف على الجناح الاستاذ سلمان المشعل انه تم في هذه السنة استحداث جناح المنطقة بلون جديد ونمط مختلف عن الاعوام السابقة حيث اشتمل الجناح على صور عديدة تعبر عن منطقة الجوف تاريخ وحظارة والمشاريع التنموية بالمنطقة وعن الفعاليات التي تقام كمهرجان الزيتون ومهرجان الربيع واللوحات الأثرية وان المشرفين على الجناح سيقدمون للزوار شرحاً وافياً عن محتويات المعرض بالاضافة إلى توزيع الهدايا كخارطة الجوف التي تم طباعتها من قبل امارة المنطقة والسيدات التي توضح المعالم الاثرية والسياحية اضافة الى عرض مرئي عن طريق شاشة العرض حيث قام عدد من الاجانب الذين زاروا الجنادرية بتجربة العزف على الربابة في بيت الشعر الجوفي والتقاط الصور التذكارية نظراً لتميزها كآلة عزف. وقال أحد الزوار للجناح من الجنسية الامريكية انه سعيد بهذه التجربة وانه سيرسل الصور الى ابنائية في امريكا حيث ستكون مفرحة لهم 0ويشاركه في الرأي الزائر الاخر من الجنسية البريطانية انه لأول مرة يشاهد هذه الالة الموسيقية التي تميز بها سكان البادية وقال انه فكر جدياً بتعلمها 0 والربابة هي عبارة عن آلة وترية تصنع محلياً وهي ذات وتر واحد يعزف عليها المغني بجر القوس على الوتر في اليد اليمنى , بينما يحرك اصابع يده اليسرى على الوتر ليصدر اللحن المطلوب , ويقال ان افضل ربابة هي التي تصنع من جلد الذئب0