حظيت قمة الإتحاد الإفريقي التي احتضنتها مدينة سيرت الليبية نهاية الأسبوع الماضي بمتابعات صحفية متعددة الرؤى أكدت في مجملها بأن السودان كان المستفيد الأكبر في هذا اللقاء الإفريقي السنوي بعد أن قرر القادة الأفارقة عدم التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت قبل فترة قرارا يقضي بمحاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات بين الجيش الحكومي والمعارضة المسلحة علما أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو كان قد أكد قبل أيام حرص المحكمة على متابعة الرئيس البشير وأن التهم الموجهة لهذا الأخير لن تسقط بالتقادم أو مرور الوقت. وأما الخاسر الأكبر في هذه القمة رغم أنها أنعقدت في ليبيا حسب بعض التحاليل الصحفية هو الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي كان يسعى لخروج القمة بقرار تاريخي يتم الإعلان من خلاله على ميلاد ما يسمى بالحكومة الإفريقية أوالولايات المتحدة الإفريقية وهو الطرح الذي استبعده الزعماء الأفارقة لعدم واقعيته من جهة وعدم قابليته للتطبيق من جهة ثانية بحكم الإختلافات الجوهرية بين طبيعة الأنظمة الإفريقية القائمة وبسبب النزاعات المتعددة التي تشهدها القارة والتي لا تساعد على نجاح هذا المشروع الطموح الذي بارك فكرته ممثل الإتحاد الأوروبي الذي شارك في القمة. واعتبرت العناوين الصحفية قرار قمة الإتحاد الإفريقي القاضي بإعطاء صلاحيات واسعة للإتحاد في مجالي السياسة الخارجية والدفاع حلا وسطا بين المنادين بالحكومة الإفريقية والمعارضين لهذا الطرح. وبشأن تداعيات الساحة الأمنية العراقية بعد انسحاب الجيش الأمريكي من المدن العراقية في الثلاثين من شهر يونيو الماضي تداولت صحف هذا اليوم التصريح الذي أدلى به وزير الدفاع العراقي والذي أكد فيه استعداد الأجهزة الأمنية العراقية لمواجهة أي طارىء مضيفا بأن ذلك لا يتعارض مع الإستعانة بالقوات الأمريكية إذا تطلب الأمر ذلك. وعن جديد الوضع في إيران تناولت صحف اليوم التصريحات والتصريحات المضادة للعديد من رموز النظام الإيراني التي اختلفت رؤاها ومواقفها بشأن الأحداث المتسارعة في هذا البلد. وبالتوازي مع ذلك ارتفعت العديد من الأصوات المحافظة التي تصر على محاكمة رموز التيار الإصلاحي وفي مقدمتهم مير حسين موسوي الذي لا زال يرفض نتائج الإنتخابات الرئاسية التي كرست مؤخرا محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية للمرة الثانية على التوالي. وغير بعيد عن إيران تتزايد حدة المواجهات بين القوات الأمريكية وعناصر طالبان شرق أفغانستان فضلا عن معارك ساخنة أخرى يخوضها الأمريكيون بالتعاون مع القوات الباكستانية في إقليم وزيرستان بغرض القضاء النهائي على من تصفهم أمريكا بعناصر القاعدة في هذا البلد. وعلى صعيد آخر تداولت بعض الصحف الجزائرية التصريح الذي أدلى به البارحة كاسيانوف رئيس الحكومة الروسية السابق والذي أكد فيه أهمية وحيوية اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بنظيره الأمريكي باراك أوباما في موسكو مستقبلا مشيرا إلى ضرورة المعالجة المتأنية والجادة لجملة من المواضيع الدولية الحساسة ولاسيما السباق نحو التسلح وكذا الملفين النوويين لكل من إيران وكوريا الشمالية في ظل الإنسداد الواقع بين هاتين الدولتين والدوال الكبرى. ولم تغفل الصحف كذلك الحديث عن تدهور الوضع الأمني في العاصمة الصومالية مقديشو بعد اقتراب المعارضة المسلحة من القصر الرئاسي الأمر الذي تسبب في نزوح المزيد من سكان العاصمة صوب المناطق البعيدة طلبا للأمن والإستقرار . //انتهى// 1536 ت م