بدأت اليوم الأربعاء بمدينة الدارالبيضاء المغربية فعاليات ورشة عمل حول موضوع // آثار أزمة الغذاء العالمية على اقتصاديات البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي // التي ينظمها المركز الإسلامي لتنمية التجارة بالتعاون مع وزارة التجارة الخارجية المغربية والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة المنتمية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية بمشاركة عدد من الخبراء في مجالي التجارة والزراعة. وتندرج هذه الورشة في إطار التوصية الصادرة عن الدورة الرابعة والعشرين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في أكتوبر2008 بإسطنبول. وفي افتتاح هذه الورشة أكد وزير التجارة الخارجية المغربي عبد اللطيف معزوز على الأهمية المتزايدة لموضوع الأزمة الغذائية العالمية وتأثيراتها على البلدان الإسلامية ،مشيرا إلى أن هذه الأزمة تتزامن مع الأزمة المالية العالمية غير المسبوقة على المستوى الدولي منذ الثلاثينيات من القرن الماضي. ودعا المسؤول المغربي المشاركين في هذه الورشة إلى وضع خطة متعددة الأبعاد من أجل مواجهة الأخطار التي ظهرت مؤشراتها من خلال ارتفاع الأسعار خلال السنتين الأخيرتين وانعكاساتها على القدرة الشرائية للمواطنين. ومن جانبه تحدث المدير العام لمكتب التعاون للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي و التجاري بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي / الكومسيك / فاروق تغلي,عن الأزمة الإنسانية الناجمة عن أزمة الغذاء العالمية بسبب ارتفاع الأسعار والانخفاض الذي يعرفه معدل النمو الذي تتوقع منظمة التجارة العالمية استمراره في التراجع خلال السنة الحالية وكذا الزيادة في عدد الفقراء في العالم. وعزا تغلي هذه الأزمة الإنسانية إلى سوء توزيع الغذاء, مؤكدا على ضرورة وأهمية انكباب الخبراء الحاضرين في لقاء اليوم على تدارس هذه الإشكالية والخروج بمقترحات يتم عرضها على الاجتماع الوزاري المقبل في إسطنبول بأمل رفع تحديات الأزمة القائمة. وتدخل أيضا في الجلسة الافتتاحية المدير العام للمركز الإسلامي لتنمية التجارة علال رشدي الذي أكد بدوره على أهمية اللقاء الحالي الذي سيعكف على تقييم الأزمة وتداعياتها على اقتصاديات الدول الإسلامية. وقال رشدي أن الأزمة الحالية, التي بلغت ذروتها سنة 2008م وطالت أرجاء المعمور خاصة البلدان الأشد فقرا, أصبحت تقتضي إجراء إصلاحات هيكلية من أجل استقرار الوضع ورد الاعتبار إلى الوظائف الزراعية الأساسية وبعث مشاريع مجدية ورفع الحواجز ودعم الصادرات الزراعية وابتكار وسائل جديدة تؤمن الحياة الكريمة للمواطنين. أما ممثل المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة نبيع بن موسى توري فاعتبر من جانبه أن البنك الإسلامي للتنمية يوجد أمام هذه الوضعية في الواجهة من أجل التصدي للأزمة, مشيرا إلى الدعم المالي الذي قدمه هذا البنك للدول الأعضاء المتضررة من الأزمة خلال السنة الماضية. ودعا، في هذا السياق, إلى تقوية هذا الدعم من أجل خلق شروط الاستقرار والزيادة في المخزون الغذائي وإعادة الحيوية للدخل الزراعي وتحسين الإنتاج الغذائي. وسيناقش المشاركون في هذه الورشة التي تستمر يومين عدد من المحاور منها التطورات الأخيرة للاقتصاد العالمي وتذبذب أسعار المواد الزراعية الإستراتيجية وأسباب الأزمة الغذائية وتأثيراتها على السياسات الزراعية في الدول النامية ومخطط العمل لفائدة الشعوب التي تشكو من الفقر في العالم ودور المنظمة العربية للتنمية الزراعية في تنمية التعاون في القطاع الزراعي وتداعيات أزمة الغذاء على الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. كما يطلع المشاركون على التجارب الوطنية والإقليمية في مجال التجارة والاستثمار في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية. // انتهى // 2132 ت م