حث رئيس الاحتياطي الفيدرالي ( البنك المركزي الأمريكي ) بن بيرنانكي الكونجرس وإدارة باراك أوباما على بدء التخطيط لإستراتيجية تهدف إلى خفض العجز القياسي في الميزانية الأمريكية. وحذر بيرنانكي يوم أمس الأربعاء أمام لجنة الميزانية بالكونجرس من أن الفشل في خفض العجز يمكن أن يؤدي إلى تآكل ثقة المستثمر ويزيد من احتمالات تعرض الاقتصاد لفترة طويلة من الانتعاش للخطر. وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي // حتى ونحن نتخذ خطوات لمواجهة الكساد والتهديدات للاستقرار المالي فإن الاحتفاظ بالثقة في الأسواق المالية يتطلب منا كدولة أن نبدأ في التخطيط الآن لاستعادة الاتزان المالي //. وأردف يقول // ما لم نظهر التزاماً قوياً بالاستقرار المالي على المدى الطويل فلن يكون لدينا استقرار مالي ولا نمو في الانتعاش الاقتصادي//. ويقدر البيت الأبيض أن الحكومة سوف تدير عجزاً غير مسبوق في الميزانية يبلغ 1.8 تريليون دولار هذا العام وهو ما سيكون أربعة أضعاف رقم العجز القياسي في العام الماضي. وكان الكساد قد خفض عائدات الضرائب التي يدفعها العاملون والشركات. وفي نفس الوقت فقد زاد الإنفاق الحكومي بشدة مع دفع بلايين الدولارات لاستقرار البنوك ومساعدة العمال العاطلين عن العمل. وقال بيرنانكي إن هذا التدخل الحكومي القوي لمكافحة أسوأ أزمة مالية منذ الثلاثينات وانتشال الولاياتالمتحدة من الكساد كان ضرورياً وملائماً على الرغم من أنه زاد من عجز ميزانية البلاد سوءاً. ودافع رئيس الاحتياطي الفيدرالي عن التدخل الشديد للبنك المركزي الأمريكي في القطاع المالي رافضاً الانتقاد غير المعتاد الذي وجهته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل . وبيّن بيرنانكي // أن الاقتصاديات الأمريكية والعالمية بما في ذلك ألمانيا واجهت مجموعة غير عادية من الأزمات المالية وتختلف عن أي أزمات شوهدت منذ الكساد الكبير إلى جانب الانهيار الخطير للغاية // . وأضاف // في هذا السياق أعتقد أن الإجراء القوي على الجانبين المالي والنقدي له مبررات لمحاولة تجنب وقوع نتيجة أشد وطأة //. وأبدى ارتياحه لإجراءات السياسة التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي مشيرا إلى أن البنك المركزي يمكنه الخروج من هذه السياسات في الوقت المناسب دون عواقب تضخمية. وكانت ميركيل قد انتقدت البنوك المركزية العالمية يوم الثلاثاء الماضي بسبب ضخها مبالغ نقدية هائلة لمساعدة القطاع المالي, وأكدت أهمية استقلال البنوك المركزية. وأعربت عن تشككها الكبير فيما يتعلق بسلطة الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا وحثتهما على وضع حد للإجراءات غير التقليدية الهادفة إلى مساعدة اقتصادياتهم التي ضربها الكساد. // انتهى // 0946 ت م