أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى الحوار بين اتباع الأديان والحضارات انطلقت من روح تؤمن بالحوار والتنوع الثقافي كما جاءت في إطار البحث عن صيغة مثلى للتعايش بين الأمم والشعوب ودفعا لويلات الحروب والنزاعات التي يتخذ مثيروها من الأديان ذريعة لاشتعالها . وقال معاليه في كلمة ألقاها خلال / الجلسة العامة الأولى / للمؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي التي افتتحها مساء اليوم دولة رئيس وزراء تونس محمد الغنوشي بمدينة القيروان // إن تلك الدعوة للحوار التي اتخذت من مكةالمكرمة مبتدأها ومنطلقها ثم مدريد فنيويورك هي رسالة إلى العالم للتوقف عن التناحر والتمييز والتفرقة على أساس من الدين أو الثقافة أو الحضارة // . واستذكر معاليه في هذا الصدد ما أكده خادم الحرمين الشريفين من أن البشرية اليوم تعاني من ضياع القيم والتباس المفاهيم وأنها تمر بفترة حرجة تشهد بالرغم من كل التقدم العلمي تفشي الجرائم وتنامي الإرهاب وتفكك الأسرة وانتهاك المخدرات لعقول الشباب واستغلال الأقوياء للفقراء والنزعات العنصرية البغيضة . كما استشهد بتأكيد الملك المفدى حفظه الله أن ذلك كله ناتج عن الفراغ الروحي الذي يعاني منه الناس بعد أن نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأن لا مخرج لهم إلا بالالتقاء على كلمة سواء عبر الحوار بين الأديان والحضارات . وقال معالي الدكتور عبد العزيز خوجة // إن الدعوة إلى حوار الحضارات والتنوع الثقافي لم تكن حاضرة في وقت من الأوقات كحضورها في زمننا الحاضر فهي مصير حياة وخيار شعوب ورهان أمم وليست ترفا فكريا يشتغل عليه المفكرون والمثقفون وليست مناظرة بين ثقافة وثقافة وحضارة وحضارة // . وأضاف // إن حوار الحضارات والدعوة إلى التنوع الثقافي إنما يحملان في أعماقهما دعوة إلى الحرية والعدل والسلام فهذه الدعوة وذلك الحوار يستبطنان سؤالا ظاهره فلسفي وثقافي وباطنه اجتماعي بحت حين تنزل هذه المسألة من إطارها الثقافي والفلسفي لتصبح مشغلة في الشارع الاجتماعي وحين تتحول إلى قيمة عليا لا يجوز المساس بها لأنها ليست هبة ولكنها حق طبيعي لكل الشعوب // . وشدد معالي وزير الثقافة والإعلام في هذا السياق على أن الإسلام كان على الدوام صوتٌ باثٌّ لكل القيم التي تعلي من قدر الإنسان وأن الثقافة الإسلامية ثقافة تحتفي بالإنسان وتصون كرامته وتحترم معتقداته وثقافته كما أن الإسلام علم أتباعه تلك القاعدة الذهبية للحوار والتي تتضمن أن لا أحد يمتلك الحقيقة وذلك في قوله تعالى // وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين // . وأضاف // كما أن الإسلام أقام كتابه العظيم على الحوار وصولا إلى هذه الحقيقة وكان القرآن الكريم مجليا لهذه القيمة العظمى التي يتشوف إليها البشر وهو لا يريد من وراء ذلك سوى إعمار الأرض فشرع يبحث عن المبادئ المشتركة بين الأمم والشعوب ولهذا نجد آيات القرآن الكريم تبحث عن ذلك المشترك الإنساني لتقيم من خلاله مبادئ للتعايش // . // يتبع // 2258 ت م