استقبلت الساحة التونسية السنة الميلادية الجديدة وعاشت شهرها الأول // موضع التقرير// على وقع الاعتداءات الإسرائيلية التي تواصلت منذ أواخر عام 2008 على قطاع غزة الفلسطيني بجميع تفاصيلها العسكرية وأبعادها الإنسانية الكارثية وما صاحبها من حراك دبلوماسي وسياسي على الأصعدة العربية والإقليمية والدولية لوقفها ونجدة أبناء الشعب الفلسطيني الذي راح الآلاف من أبنائه ضحايا لهذه الحرب التي لم تسفر عن نتائج واضحة سوى القتل والخراب والدمار وبذور خلاف فلسطيني متجدد. وفى خضم هذه الأحداث تلقت الأوساط التونسية بارتياح وترحيب بالغين خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمام القمة العربية الاقتصادية بدولة الكويت وكلماته النابعة من القلب التي عبرت عن مشاعر وخلجات كل مواطن عربي مسلم . ومع هول الكارثة التي حلت بالفلسطينيين في قطاع غزة وحالة القلق التي سادت المنطقة خشية الفرقة والتشرذم العربي جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي أعلن تبرع المملكة بألف مليون دولار لصالح الضحايا الفلسطينيين ليضع أسس إنهاء الخلافات العربية ويطرح رؤية المملكة للسلام في الشرق الأوسط وخلاصتها أن المبادرة العربية للسلام لن تظل مطروحة على الطاولة إلى الأبد . رسميا وشعبيا انشغلت تونس بأحداث غزة وحرص رئيس الدولة زين العابدين بن علي على حضور قمة الكويت التي رأت فيها تونس اللقاء العربي الأمثل لطرح ومعالجة العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين . وشاركت تونس ممثلة في وزير الصحة منذر الزنايدى في أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الصحة العرب الذي احتضنته العاصمة السعودية الرياض لمناقشة الأوضاع الصحية والإنسانية المتدهورة للفلسطينيين في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي . وتواصلت حتى بعد إعلان إسرائيل وقف العمليات العسكرية مسيرات الاحتجاج والتضامن مع الشعب الفلسطيني في مختلف المدن التونسية واستمرت المساعدات وحملات التبرع طوال الشهر . // يتبع // 1205 ت م