المجازر المروعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة وما يواكب العدوان من حركة سياسية ودبلوماسية عربية ودولية ناشطة لوقف اطلاق النار كانت محور اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم . وتحدثت الصحف عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة للأسبوع الثالث على التوالي الى اكثر من ثمانمائة وخمسين شهيدا وآلالف الجرحى وسط تفاقم المعاناة الانسانية الصعبة التي يعانيها أبناء القطاع من جهة والمصاعب الجمة التي تعترض فرق الإسعاف بالوصول الى الأماكن المستهدفة وإنقاذ من يمكن انقاذه من تحت ركام الأبنية المهدمة من جهة ثانية .. الأمر الذي دفع بمفوضية حقوق الإنسان الدولية للمطالبة بفتح تحقيق عاجل في إمكانية ارتكاب اسرائيل جرائم حرب في قطاع غزة . وأوردت الصحف عدة تقارير عن مواصلة اسرائيل عملياتها العسكرية في انحاء مختلفة من قطاع غزة حيث دفعت دباباتها في توغلات قصيرة ومحدودة في محيط الأحياء السكنية الشرقية لمدينة غزة وبلدتي جباليا وبيت لاهيا موسّعة دائرة عدوانها ومستهدفة المزيد من المدنيين الأبرياء بالرغم من صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان وتواصل موجات الاستنكار العربي والدولي والتظاهرات الشعبية العارمة التي انطلقت من عشرات المدن ولاسيما الأوروبية منها وصولا الى اسرائيل نفسها حيث تظاهر المئات ضد الحرب . وسلطت الصحف الضوء على المحادثات التي اجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك والتي اكد خلالها ان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 القاضي بوقف اطلاق النار في القطاع تنحصر في آلية المبادرة المصرية مطالبا بإرسال مراقبين دوليين الى داخل قطاع غزة لحماية المدنيين وهو ما رفضته حركة المقاومة الاسلامية حماس واعتبرت انه يهدف الى حماية اسرائيل وليس الشعب الفلسطيني الأمر الذي قلل من إمكانية ان تفتح المساعي الدبلوماسية والسياسية الجارية على اكثر من صعيد كوة في جدار الأزمة وتنهي معاناة المدنيين في غزة. محليا اهتمت الصحف بانشغال الوسط السياسي الرسمي بتحصين الساحة الداخلية وعدم الإنجرار وراء أي نزاع لا يفيد القضية الفلسطينية والعربية في شيء انطلاقا من جنوب لبنان بعد الاختراق الأمني الذي لا يزال يشغل الساحة الداخلية والذي تمثل بإطلاق صواريخ مجهولة من الجنوب على شمال إسرائيل وسط تأكيد اكثر من طرف على ضرورة معالجة موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات استنادا الى مقررات مؤتمر الحوار الوطني والتي اتخذت بالإجماع . // انتهى // 1033 ت م