أعلنت اللجنة الدولية الصليب الأحمر اليوم أن أربع سيارات إسعاف تابعة لها ولجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تمكنت أمس الأربعاء من الوصول إلى عدد من المنازل في حي الزيتون في مدينة غزة التي تضرّرت من القصف الإسرائيلي، حيث عثرت على عدد كبير من الجثث وعلى أطفال يجلسون إلى جانب جثث أمهاتهم. وذكرت اللجنة في بيان أنها كانت طلبت تأمين ممرّ آمن لتمكين سيارات الإسعاف من الوصول إلى هذا الحي منذ 3 يناير الجاري، لكنها لم تحصل على إذن بذلك من الجيش الإسرائيلي إلاّ بعد ظهر أمس الأربعاء. وأشار البيان // أن الفريق المشترك للجنة الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني وجد في أحد المنازل أربعة أطفال جالسين بالقرب من جثث أمهاتهم، وقد بلغوا من الوهن درجة لم يعودوا قادرين على الوقوف//. وعثر أفراد فريق الإغاثة المشترك على رجل على قيد الحياة، وعلى 12 جثة على الأقل. كما عثر في منزل آخر على 15 شخصاً آخرين نجوا من الهجوم الاسرائيلي بينهم عدة جرحى، ووجدوا في منزل آخر ثلاث جثث إضافية. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بيير فيتاش //إنه حادث مروّع، من المؤكد أن القوات العسكرية الإسرائيلية كانت تعلم بهذا الوضع إلاّ أنها لم تقدم المساعدة إلى الجرحى، ولم تسمح لنا ولا للهلال الأحمر الفلسطيني بمساعدتهم//. وأضاف فيتاش //حالت جدران عالية من التراب أقامها الجيش الإسرائيلي دون وصول سيارات الإسعاف إلى الحي، ولهذا، اضطررنا إلى نقل الأطفال والجرحى إلى سيارات الإسعاف على عربة يجرّها حمار//. وأشار فيتاش أن اللجنة علمت بأن هناك المزيد من الجرحى يختبئون في منازل مدمّرة أخرى في هذا الحي، وأنها تطلب من الجيش الإسرائيلي أن يؤمّن لها ولسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ممرّاً آمناً حتى تتمكن من دخول الحي من دون إبطاء للبحث عن جرحى آخرين. ولم تحصل اللجنة الدولية حتى الآن على أي تأكيد من السلطات الإسرائيلية على الترخيص لها بذلك. وترى اللجنة الدولية أن الجيش الإسرائيلي تخلّف في هذه الحالة عن الوفاء بواجبه بموجب القانون الدولي الإنساني والذي يقضي بتوفير الرعاية للجرحى وإجلائهم. // انتهى // 1759 ت م