افتتح سماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ اليوم الموسم الثقافي الذي تنظمه لجنة التوعية الإسلامية في الرابطة بمناسبة موسم الحج بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي . وألقى سماحته محاضرة في موضوع / التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين / استعرض فيها حال الناس قبل البعثة النبوية حيث كان الضلال يسيطر على قلوبهم ، حتى جاء الإسلام الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الفساد إلى الهدى والخير بعد أن كانوا في ضلال مبين ، وبذلك حل التوحيد محل الشرك والكفر . وقال سماحته إن رسالات الله قوبلت بعداوات من بعض الناس : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ ) وهم أعداء الرسل الذين يعين بعضهم بعضاً ، وبين أن أعداء رسالة الإسلام أظهروا عداءهم للنبي صلى الله عليه وسلم منذ أن جهر بالدعوة واتهموه بالكذب والسحر وغير ذلك من التهم . وأبان سماحته أن العداء للإسلام قديم ، وقد استمر عبر العصور ، وتتصل بهذا العداء التحديات المعاصرة التي يشترك فيها المنحرفون من أبناء المسلمين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً . وشرح سماحته خطورة التحديات التي تحيط بالأمة وتواجه شعوبها ، ومن أبرزها الهجمة على الإسلام والنيل منه . وبين أن هناك تحديات داخلية في مقدمتها الإنحراف الفكري عند بعض الفئات من أبناء المسلمين ، ممن أساءوا للإسلام ، وأوضح أن ضعف التقوى والجهل بحقيقة الإسلام سبب أساسي لهذا الإنحراف ، مشيراً إلى أن التزام المسلم بعبادته ، وبتأسيه برسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في ارتباطه بدينه ويحميه من الإنحراف . واستعرض سماحته عدداً آخر من التحديات التي تواجه المجتمع المسلم مثل تفكك بعض الأسر ، والاختلاف المذموم بين فئات من الناس ، مما يؤدي إلى الاضطراب والتفكك والنزاع ، بينما أراد الله سبحانه وتعالى للمسلمين أن يكونوا أمة واحدة ، قال تعالى : ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) . وقال سماحته : إن من أخطر التحديات التي ظهرت في هذا العصر فتنة الإرهاب التي أساءت إلى الأمة الإسلامية وإلى دينها ، وبين حرمة أعمال الإرهاب لما فيها من سفك للدماء وهدم للمنشآت وترويع للناس وقتلهم بغير حق ، ودعا إلى تضافر جهود العلماء والدعاة والمؤسسات الإسلامية لمعالجة هذه الفتنة بنشر ثقافة الإسلام الصحيحة بين الناس . وأشار سماحته إلى فتنة التكفير للمجتمعات ، وهي فتنة دخيلة على المسلمين ، وقد حرم الإسلام تكفير المسلم للمسلم ، فمن كفّر مسلماً فقد كفر . وفي ختام المحاضرة أجاب سماحة المفتي العام للمملكة على أسئلة الحاضرين ، وقدم شكره لمعالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، على ما تقدمه الرابطة من جهود في نشر ثقافة الإسلام الصحيحة من خلال برامج هادفة متواصلة . // انتهى // 1404 ت م