أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن الاعتداءات الإرهابية البشعة على فنادق ومواقع سياحية في مدينة مومباي الهندية تتطلب تعاونا وتنسيقا أكبر بين الهند وباكستان لمواجهة المتطرفين وليس تبادل الاتهامات أو قطع الاتصالات احتجاجا على ما يبدو أنه تورط من عناصر باكستانية في الهجمات سواء في التنفيذ أو في التخطيط أو التمويل أو الإمداد بالسلاح. وقالت أن الإرهاب وحش كاسر لن تقوى دولة بمفردها علي مواجهته لأن القائمين عليه لم يعودوا فقط أفرادا أو حتى مجموعات صغيرة ينفذون عمليات وقتية أو محدودة النطاق وإنما أصبحت تقوم به شبكات من الإرهابيين والمتطرفين ضيقي الأفق لا يتورعون عن إراقة دماء الأبرياء بغزارة انتقاما من الحكومات أو اعتقادا أنهم بذلك يحققون العدالة أو يجاهدون في سبيل الله مشيرة إلى أن هذه الشبكات تتكون من خلايا عديدة تنتشر في بلاد متجاورة أو حتى غير متجاورة يساعدهم على التنسيق والتخطيط والتمويل والتنفيذ تكنولوجيا الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وشبكة الانترنت التي تساعدهم أيضا على التخلص وعبور الحدود بسهولة وإلي الجهة التي ينشدونها بالضبط. وشددت الصحف المصرية على أن الموقف في شبه القارة الهندية لا يحتمل المزيد من التوتر أو القطيعة لأنه متوتر بما فيه الكفاية منذ عقود بسبب قضية كشمير التي دارت حولها حربان كبريات بين الهند وباكستان مبينة أن الأمر يحتاج إلي التهدئة والتعقل والتعاون بين البلدين لكشف ملابسات الهجمات الإرهابية ومن الذين خططوا لها ونفذوها ومولوها ومن أين أتوا وكيف يمكن التعاون لمنع تكرارها بدلا من إشعال حرب جديدة بين البلدين. واهتمت الصحف كذلك بكلمة الرئيس حسني مبارك في مؤتمر تمويل التنمية المنعقد بالعاصمة القطرية مشيرة إلى أنها تضمنت رؤية جديدة تحقق الأمن الجماعي لكافة الدول والأمن الإنساني لكافة البشر وتتصدى للقضايا العالقة والنزاعات القائمة دون انحياز أو تسييس وتواجه مخاطر الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية بتحرك عالمي وليس بتدخلات أحادية الجانب كما تتصدي لمخاطر أسلحة الدمار الشامل دون ازدواج للمعايير. وتطرقت الصحف المصرية كذلك إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية وإنها لم تعد مالية فقط كما كانت في البداية بل أصبحت أزمة اقتصادية بمفهومها الشامل وامتد تأثيرها وهو ما يعيد إلي الأذهان شبح الكساد الكبير الذي عرف العالم في أوائل عقد الثلاثينيات من القرن الماضي مشيرة إلى ضرورة التعامل مع هذه الأزمة دون التهويل أو التهوين وتضافر الجهود لمواجهتها. وقالت أن الانعكاسات السلبية على المنطقة العربية سيتم بحثها في الاجتماع الوزاري لمجلس الوحدة العربية يوم الأربعاء القادم بمشاركة وزراء الاقتصاد والمالية والتجارة العرب كما أن هناك حدثا عربيا آخر وهو عقد القمة الاقتصادية بالكويت في مطلع شهر يناير المقبل ومشاريع عملية تنتقل بالعمل الاقتصادي العربي إلي منطقة التجارة الحرة العربية وصولا إلي السوق العربية المشتركة. وخلصت الصحف المصرية إلى القول أن هذه المرحلة تحتاج إلي تكاتف عربي للحد من أضرار الأزمة العالمية وتبني سياسات مهمة لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية. // انتهى // 1039 ت م