أثارت عشرات من حالات التسمم التي أودت بحياة عدة أنفس بشرية وتحويل البعض الآخر منها إلى المستشفيات في بعض الجهات التونسية والجزائرية موجة من القلق الاجتماعي بما دفع الأوساط الصحية في البلدين إلى إطلاق تحذيرات متتالية من مغبة الاستهلاك العشوائي لصنف من الفطريات التي تنبت في الغابات والمراعي ويطلق عليها في الجانبين مسمى //الفقاع // . وقد تعوًد الأهالي في تلك المناطق على جمع هذه النبتة البرية القريبة من ثمرة //الفقع// أو//الكمأ // المعروفة في المشرق العربي إلا أنها تنبت فوق سطح الأرض وتستخدم في مكونات صنوف مختلفة من الأطعمة بعد طبخها حتى ان سكان بعض الجهات الجزائرية التي تنتشر فيها تلك النبتة يسمونها // لحم الغابة // لما تحتويه من عناصر ذات قيمة غذائية مفيدة . غير أن ظهور حالات التسمم المتعددة في تونس بهذه الخطورة لأول مرة حدت بالمسؤولين إلى تنبيه المواطنين إلى وجود أصناف سامة منها يؤدي تناولها إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى حد تعطيل وظائف الكبد مشيرين إلى انه حتى عملية طهوها في درجة حرارة عالية لن تقلل من مفعول المادة السامة بداخلها والتي تعرف علميا ب / اماتوكسين/ . وقد اتخذت الجهات المسؤولة في البلدين منذ ظهور حالات التسمم في الأسابيع الأخيرة جملة من الإجراءات والتدابير الاحتياطية للوقاية من مخاطر الفطر المذكور الذي توارثت الأجيال جمعه وتناوله دون اية أضرار حيث كان يتم الاعتماد في جمعه سابقا على الخبرة الشخصية أو على العادات الغذائية للماشية التي لا تقترب بفطرتها من النباتات السامة كما يشير إلى ذلك بعض أهالي تلك المناطق. //انتهى// 1104 ت م