أعلنت الحكومة الأمريكية اليوم انكماش الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 3ر0% من إجمالي الناتج المحلي وهو أكبر تراجع للناتج المحلي الأمريكي منذ سبع سنوات في ظل الأزمة المالية العالمية. أدت الأزمة المالية إلى انكماش سوق الائتمان سواء للشركات أو للأفراد بالإضافة إلى تراجع الإنفاق الاستهلاكي بشدة. وتشير التقديرات الأمريكية الأولية التي أصدرها مكتب التحليلات الاقتصادية إلى دخول اقتصاد الولاياتالمتحدة دائرة الركود خلال النصف الثاني من العام الحالي. ويعد الاقتصاد في حالة ركود إذا سجل انكماشا في إجمالي الناتج المحلي لمدة ستة أشهر على التوالي. ورغم انكماش الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثالث من العام الحالي فإن البيانات جاءت أفضل من توقعات الخبراء الذين كانوا يتوقعون انكماش الاقتصاد بنسبة 5ر0% من إجمالي الناتج المحلي. وكان الاقتصاد الأمريكي وهو أكبر اقتصاد في العالم قد سجل نموا سنويا بمعدل 8ر2% خلال الربع الثاني من العام الحالي بفضل قوة الصادرات وخطة الإنعاش الاقتصادي التي أقرها الكونجرس الأمريكي في مارس الماضي بتكلفة تصل إلى 170 مليار دولار. وقد انخفضت العديد من المؤشرات الاقتصادية في الولاياتالمتحدة إلى مستويات لم تحدث منذ عقود حيث انكمش الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل نحو ثلثي إجمالي الناتج المحلي للاقتصاد الأمريكي بنسبة 1ر3% خلال الربع الثالث من العام الحالي مقابل نموه بمعدل 2ر1% خلال الربع الثاني من العام وهو أكبر تراجع له منذ عام 1980 نتيجة أزمة الثقة لدى المؤسسات المالية التي قلصت عمليات الإقراض بشدة. وقد انخفض الطلب على السلع غير المعمرة مثل الأغذية والملابس بنسبة 4ر6% وهو أكبر انخفاض من نوعه منذ 1950. كما انخفض الاستثمار السكني بنسبة 1ر19% خلال الربع الثالث من العام الحالي بعد انخفاضه بنسبة 3ر13% خلال الربع الثاني من العام مما يشير إلى تراجع جديد في سوق العقارات الأمريكي الذي شكل قلب أزمة الائتمان الراهنة. في الوقت نفسه واصلت الصادرات الأمريكية نموها خلال الربع الثالث من العام الحالي ولكن بوتيرة أقل مقارنة بالربع الثاني من العام. حيث سجلت في الربع الثالث نموا بمعدل 9ر5% مقابل نموا بمعدل 3ر12% في الربع الثاني من العام الحالي . في المقابل سجلت مؤشرات أسواق المال الأمريكية مكاسب غير متوقعة في مستهل تعاملات اليوم. فقد ارتفع مؤشر داو جونز القياسي بأكثر من 2% في بداية تعاملات اليوم ببورصة وول ستريت بنيويورك. وجاء الإعلان عن انكماش الاقتصاد الأمريكي قبل خمسة أيام فقط من انتخابات الرئاسة الأمريكية التي يتنافس فيها المرشح الديموقراطي باراك أوباما والمرشح الجمهوري جون ماكين. وقد استفادت حملة أوباما الانتخابية من الأنباء الاقتصادية السيئة التي تدفع الناخبين إلى التصويت للمرشح الديموقراطي لتغيير الإدارة الجمهورية الحالية. وقال أوباما تعليقا على انكماش الاقتصاد إن الانخفاض نتيجة مباشرة لسياسات إدارة بوش التي يؤيدها جون ماكين. أما دوج هولتز إيكين كبير المستشارين الاقتصاديين لجون ماكين فقد اتهم خطط أوباما لزيادة الضرائب على الأثرياء بأنها سوف تؤدي إلى تسريع وتيرة هذا الوضع الخطير للاقتصاد الأمريكي. من ناحيته اعترف البيت الأبيض بأنه من المحتمل استمرار النمو الضعيف للاقتصاد الأمريكي حتى العام المقبل سواء فاز أوباما أو ماكين بالرئاسة. // انتهى // 2243 ت م