أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله حق التقوى وأتباع أوامره واجتناب نواهيه . وأكد فضيلته أن طاعة الله وعبادته ليست مختصة فقط بشهر رمضان وحده وان مواضع العبادة لاتنقطع ولاتنتهي وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم // من كان يعبد الله في رمضان فان الله حي لايموت وهو رب الشهور كلها ومن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولى وانصرم ولذا كان من المؤسف لكل تقي نقي أن يرى مظاهر الكسل والفتور والتراجع عن الطاعة والتزامها والشعور بها ظاهرة لكل ذي بصيرة بعد انسلاخ الشهر المبارك وكأن الدين كله محصور في رمضان فحسب // . وأضاف فضيلته يقول // نعم لشهر رمضان المبارك ميزة جلية على بقية الشهور وله خصوص في العبادة لايوجد في غيره من الشهور غير أن بقية الشهور والأيام فيها من أصول الطاعة المشروعة كما هو الحال في رمضان فالصدقة وقيام الليل والصوم وتلاوة القرآن قد حض عليها الخالق الكريم في غير رمضان أيضا ولذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان جواداً طيلة حياته غير أن جوده يزداد في رمضان // . وبين أنه لئن كان في شهر رمضان ليلة القدر التي من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه فإن في بقية السنة أعمالا تماثل هذا العمل أو تفوقه فقد روى الشيخان في صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال / من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وأن كانت مثل زبد البحر / وروى الشيخان أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم / من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لايحدث فيهما نفسه غفر له ماتقدم من ذنبه / . وشدد فضيلته على أنه اذا كان فعل السيئة قبيحاً في نظر الإسلام فما أشنعه وأقبحه بعد فعل الحسنة فلئن كانت الحسنات يذهبن السيئات فإن السيئات تعكر الأعمال الصالحة وتزاحمها ولقد استعاذ نبينا صلى الله عليه وسلم من الحور بعد الكور وقد قال الله جل وعلا // ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا // . // يتبع // 1536 ت م