أشادت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم / الالكسو / بالجهود القيمة التي تبذلها الدول العربية من اجل التخفيف من ظاهرة الأمية وسد منابعها غير أنها رأت أن تلك الجهود مازالت تنصب على الجانب الخاص بالتحرر من الجهل بأساسيات القراءة والكتابة وبعض علميات الحساب دون الاهتمام بمحوالامية الوظيفية والثقافية والحضارية ورفع الكفاية المهنية والإسهام في جهود التنمية بصورة عامة. ولاحظت في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف اليوم الثامن من سبتمبر أن التمويل المخصص لمحو الأمية وتعليم الكبار على المستوى العربي يشكو من نقص فادح ويبقى بعيدا كل البعد عن ذلك الموجه للتعليم النظامي مشيرة إلى أن تواصل الأمر على ما هو عليه يقود إلى تفاقم أعداد الأميين وصعوبات بشأن استيعاب من هم في سن التمدرس وتحقيق أهداف جهود محو الأمية. ودعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كافة الحكومات العربية والهيئات المعنية بمحو الأمية في الوطن العربي إلى اعادة النظر في التشريعات التي تحدد الفئات المستهدفة ببرامج محو الامية بحيث تتماشى مع قوانين العمل والتقاعد في كل الدول العربية ووضع هياكل تعليم الكبار بما يتناسب والمهام الموكلة اليه باعتباره نظاما تعليميا مكملا وموازيا للتعليم العام والتعليم العالي والنظر في توحيد التبعية الادارية للمؤسسات المعنية بمحو الامية في الدول العربية. وشددت على ضرورة العمل من اجل زيادة الموازنات الخاصة بتعليم الكبار ومحو اميتهم وتوفير مصادر الدعم التي تسهم في تحقيق اهداف برامج محو الامية الحالية وبرامج تعليم الكبار المستقبلية مع اعطاء عناية خاصة لتعليم المراة وتدريبها باعتبارها من اهم الفئات المستهدفة في برامج محو الامية وتعليم الكبار اضافة الى توسيع قاعدة برامج محو الامية وتعليم الكبار حتى تغطى مختلف الفئات والمناطق في كل الدول العربية. كذلك دعت المنظمة جميع الهيئات والمنظمات الدولية والاقليمية والاجهزة الرسمية في مختلف دول العالم والدول العربية خاصة الى ان تقف وقفة مراجعة وتقويم للجهود التي بذلتها والخطط التي انجزتها لمقاومة الامية واستئصالها باعتبارها واحدة من اهم معوقات التنمية الشاملة. وجددت التزامها بمحاربة الامية في الوطن العربي وتوفير تعليم مستمر للجميع بالتعاون مع الدول العربية والعمل على تأصيل تعليم الكبار ونشره حتى يصبح جزءا من النظام التعليمي العربي باعتباره تعليم المستقبل القادر على مواجهة كل متغيراته وباعتباره حقا من حقوق الانسان. وخلصت الى ان اليوم العالمي لمحو الامية يمثل عهدا واعترافا واقرارا دوليا لحق الكبار في التعليم والتعلم ودعوتهم الى ان يتعلموا وان يحصلوا على المعرفة التي تمكنهم من الانخراط في حياة المجتمع وفي مختلف انشطته بحيث يتمكنون من المشاركة الفاعلة في التنمية بمختلف مجالاتها وان يستمتعوا بنتائج هذه التنمية. // انتهى // 1456 ت م